ماهو سقف الخلاف بين تحالف أنصار الله وحزب الرئيس صالح ومن هو الطرف الضامن لإزالة التوتر
طالب الحسني
كتبنا كثيرا ولا زلنا عند هذه القناعة أن التحالف بين أنصار الله وحزب الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح استراتيجي تفرضه المرحلة والمصير المشترك ومواجهة العدوان وفيه الكثير من نقاط التقارب قادرة هذه على احتواء أي خلاف ، عدا عن إدراك الجميع أن الذهاب إلى صراع مسلح أو حتى مماحكات دائمة يقطف ثماره التحالف السعودي .
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصار الله شرح في خطاب أفرده لهذه المهمة وتعمد أن يلقيه أمام حشد كبير من حكماء وعقلاء وعلماء اليمن وأمناء عموم أحزاب سياسية حليفه للطرفين أسباب الخلاف مع المؤتمر وتضمت هذه الأسباب سقف الخلاف الذي يمكن معالجته ، هذا الخطاب جاء قبل أن يقيم المؤتمر الشعبي العام مهرجانه في السبعين بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيسه، وقبل الحديث أيضا عن وساطة سريعة قام بها السيد حسن نصر الله.
الرئيس صالح من جانبه ألقى ثلاثة خطابات واحدا منها أمام جمهوره بعد احتواء التوتر الذي ضخمه إعلام العدوان وقنواته وعدد من الشخصيات المحسوبة على المؤتمر والرئيس صالح ويختلفون كثيرا مع أنصار الله لأسباب ليس هنا مكان ذكرها ، شرح صالح هو الأخر نقاط الخلاف ، وهي خلافات تتمحور حول طريقة إدارة الدولة والتباين في بعض المواقف لكن جميعهم أكدوا على ضرورة إزالة التوتر واستمرار الشراكة والاصطفاف الوطني لمواجه التحالف السعودي
ثمة طرف ضامن لتلافي أي خلاف ومن الضروري الالتفاف إليه وهو مجموعة من مشائخ القبائل والعلماء والقادة العسكريين والشخصيات السياسية ووزراء في حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى، بالإضافة إلى عدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والشورى ، جزء منهم كانوا ولا يزالون في حزب صالح ، هذه المجموعة لها علاقة جيدة وكبيرة بالطرفين ، وهؤلاء يمتلكون تأثيرا كبيرا على أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في آن وكلمتهم مسموعة ، وعقدوا لقاء مطولا مع الرئيس صالح وقادة حزبه ثم عقدوا جلسة أخرى مع الرئيس صالح الصماد وكان لهذه اللقاءات دورا كبيرا في توضيح وجهات النظر وإزالة التوتر ، هذا النوع من الوساطات غالبا ما تنجح ، بل نجحت في قيادة مصالحات وطنية معقدة إلى حد كبير
حزب صالح وهنا نقول الحقيقة للحاضر والمستقبل ولأجيالنا القادمة وللتاريخ وفي هذه المرحلة المفصلية ، انشغل إلى حد كبير بإعادة ترتيب نفسه وخصوصا بعد أحداث ” الربيع العربي ” وشهد الحزب موجه كبيرة من الانشقاقات حدثت في صفه ، وهذا الانشغال أثار سخط الشريك الآخر ، أنصار الله في الوقت الذي يشعرون أنهم يدفعون جهدا أكبر في العمليات العسكرية لمواجهة العدوان فأغلب الشهداء من شبابهم
العودة لماضي الطرفين أي الحروب الستة بين الأعوام 2004-2009 وكانت السعودية طرفا فيها ، باتت من الماضي وماتت أسبابها ومسبباتها ، ويستحيل إعادة إحيائها ، والواقع السياسي تغير كثيرا وموازين القوى لدى الطرفين أيضا اختلفت والحديث عنها يفتقد الكثير من الواقعية .
الاشتباكات التي شهدتها العاصمة صنعاء ليلة أمس السبت واستشهد فيها اثنين من اللجان الشعبية الأمنية واحد الضباط المقربين من صالح ( خالد الرضي ) لم تكن مخططة ولا مرتبة ولا أحد من الأطراف كان يتعمد القيام بها ، واستغلتها الأطراف الأخرى ، السعودية والإمارات وحلفاؤها وأيضا الطابور الخامس الذي حذر منه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصار الله وأيضا الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وبالتالي سيتم احتواؤها أيضا وهو ما حدث عقب الأحداث مباشرة بعد أن شكلت لجنة من القيادة العسكرية وقيادات أنصار الله والمؤتمر
ثمة من نصح السعودية بتغيير خطابها إعلاميا تجاه صالح في مسعى لتفكيك التحالف القائم بينه وبين أنصار الله وإبعاده عنهم بعد أن وصلت إلى طريق مسدود عسكريا وسياسيا واستخدمت كل الأوراق دون أن تحقق اي إنجاز عسكري ملموس يحفظ لها على الأقل ماء الوجه في هذه الحرب التي أمّلت أن تنجزها سريعا ووعدت القاصي والداني بهذا الانتصار ، ولكن صالح يدرك أنها تريد منه أكثر مما ستعطيه ، فضلا عن أن الثقة باتت شبه منعدمة
سيزول الاحتقان قريبا وستتم معالجة أسباب التوتر ، وستستمر الخيبة السعودية.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/08/28