أعيدوا رواتب الناس لأيامهم
صالح الشيحي
طالعت منشورا إلكتروني طريفا لمؤسسة النقد العربي السعودي، يشرح ويحدد لموظفي الدولة مواعيد صرف رواتبهم خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي.
«راتب البرج الهجري الشمسي (السنبلة)، راتب البرج الهجري الشمسي (الميزان)»، وأمام كل خانة ما يوافقها من التاريخ الهجري والميلادي!.
بدايةً، أقول بسعادة إنني خارج هذه المعادلة المعقدة، ولم أدخل هذه المتاهة، فراتب الفقير لله ينزل منتصف الشهر الهجري، مع طوابير المتقاعدين، ولا علاقة لي بالسنبلة ولا بالأسد ولا بالقوس وباريها!.
لكنني أتابع الفوضى الحسابية التي دخل فيها الناس، بحثا عن موعد صرف رواتبهم!
كل قرار في الدنيا له مبرراته، سواء تم إرفاقها بنص القرار، أم تركت لوعي الناس، باستثناء ربط رواتب الناس بالأبراج الشمسية. لا أعرف على أي حال -وصححوا لي إن كنت مخطئا- دولة في العالم يستلم موظفوها رواتبهم بالأبراج الشمسية. الناس من حولنا يعتمدون التاريخ الميلادي، فيعرف الإنسان اليوم الذي ينزل فيه راتبه بعد 10 سنوات، وليس مضطرا للبحث في هاشتاقات «تويتر» عن موعد راتب برج الثور، وراتب برج الحوت!.
بل -وهذا أمر محير ولا أعلم كيف يتم قبوله- كيف يجلس موظف حكومي في العالم 40 يوما دون راتب، كما حدث مع الموظفين في شوال الماضي؟!
أعتقد أننا أمام اتجاهين: إما ربط رواتب الناس بالتاريخ الميلادي، كما هي رواتب القطاع الخاص في بلادنا، وتماشيا مع بقية دول العالم، أو إعادتها إلى التاريخ الهجري السابق، وكفى الله المؤمنين القتال. أما ترك الناس في هذه الدوامة، رواتبهم بالأبراج، وعلاواتهم وإجازاتهم بالهجري، والموارنات العامة بالميلادي، فلا طائل وراءه سوى مزيد من التشتت والفوضى الاقتصادية، إلا إن كان هناك مبرر فوق إدراك الناس، فهذا أمر آخر!.
الخلاصة: مضى قرابة السنة على قرار ربط رواتب موظفي الحكومة بالأبراج الشمسية، ويفترض على وزارة المالية دراسة الأمر، وتقييم نتائجه، والرفع بها إلى صاحب القرار، لاتخاذ القرار الذي يخدم مصلحة الناس.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/08/29