تنظيم داعش.. أو العصا التي يهشّون بها على مصالحهم الإستراتيجية ولهم فيها المآرب الأخرى!
نبيل نايلي
” طلب الأمريكيون من مسؤولين لبنانيين عدم القيام بالعملية العسكرية ضد الإرهابيين وهدّدوا بقطع المساعدات العسكرية.” الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
مع تقدم قوات الجيش العربي السوري نحو دير الزور، بدأ مقاتلو ما تسمى بـــ”القوات السورية الديمقراطية”، المدعومة والمسلّحة والمُدرّبة أمريكيا، والمؤلفّة على أساس طائفي، يتأهّبون للاستعداد للهجوم العسكري على المدينة السورية من أجل منع القوات الجيش السوري من إعادة السيطرة العسكرية على الأراضي الغنية بالنفط.
على الرغم من كل الوعود التي تبخّرت –إلاّ عند من صدقها معارضة أو نكاية- بأن الولايات المتحدة لا تنوي توسيع وجودها العسكري في سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش، ها هي واشنطن تواصل زيادة عدد العسكريين الأمريكيين وإنشاء قواعد جديدة في سوريا. كما كشف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، خلال مهرجان”التحرير الثاني“ في مدينة بعلبك شرق لبنان، “أن الأميركيين طلبوا من مسؤولين لبنانيين عدم القيام بالعملية العسكرية ضد إرهابيي داعش وهددوا بقطع المساعدات العسكرية!!!
ألم تنفّذ قوات التحالف الدولي غارة جوية لعرقلة تقدّم حافلات تقلّ مسلّحين من تنظيم داعش كانت قادمة من لبنان ومتجهة نحو دير الزور في إطار الصفقة التي أبرمها حزب الله مع تنظيم داعش؟
صحيفة “غالف نيوز، Gulf News”، هي الأخرى، كانت قد ذكرت أمس أن “التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، قام بنشر فريق من العسكريين النخبة جوا وفي الجزء الشرقي من محافظة دير الزور”. ووفقا لكثير من الخبراء، فإن “هدفها السابق كان جمع المعلومات الاستخبارية وإعداد أرضية انطلاق لهجوم قوات الدفاع الذاتي في دير الزور”!
موقف أكده المسؤول في قوات الدفاع الذاتي، أحمد أبو خولة الذي قال: “إن قوات الدفاع الذاتي يمكن أن تبدأ هجومها على دير الزور خلال عدة أسابيع″، بالتوازي مع معركة مستمرة لفي مدينة الرقة القريبة. وأضاف خولة أن “جميع الخطط العسكرية جاهزة تماما”!
كما ذكرت مصادر مقرّبة من قوات الدفاع أن “القوات التي تدعمها الولايات المتحدة تعتزم شنّ هجوم من مقاطعة الحسكة حيث تم إسقاط قوات القوات الخاصة الأمريكية”.
وانطلاقا من مسلّمة أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده قد تدخّل عسكريا بشكل غير قانوني أراضي سوريا، فإن الطريقة الوحيدة لتواصل بقاء واشنطن في سوريا هو السيطرة الكاملة على دير الزور. ففي هذه الحالة سيتم مساعدة الولايات المتحدة من قبل الأكراد، الذين يرغبون في “الاستقلال” والاستيلاء على حقول النفط.
من جهته، قال المتحدث باسم قوات الدفاع طلال سيلو الذاتي أن واشنطن لديها “سياسة إستراتيجية لعقود قادمة”!
من الواضح أن الإجراءات الأمريكية في سوريا ليست معنية بــ”محاربة” تنظيم داعش، البعبع والذريعة لتدمير سوريا وتشظيتها وتفكيك جيشها، لذلك تسعى واشنطن لأن ما يُسمى ب”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكيا، تتولى الاستيلاء على المبادرة العسكرية في دير الزور.
فالمعادلة الإستراتيجية الجيوسياسية لن تشكّل مستقبل سوريا فحسب بل وستتحكم في منطقة إستراتيجية من الأراضي الغنية بالنفط في سوريا.
يفهم الآن من كابر أو أنكر لماذا “يعجز″ تحالف ستيني عن محاربة تنظيم وفيالق وجماعات عبّدت الطريق لعودة مستعمر في ثوب “المحرّر” وهو من يملك العدة والعتاد، ويفكّ شفرة خطط من راهن على سورية مفككة متشظية!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/09/02