آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

إسرائيل تعتدي مجدداً على سورية.. تأكيد اقتراب ساعة الحقيقة وقلة الحيلة


الدكتور محمد بكر

لم يكن مفاجئاً لنا بالحد الأدنى على الإطلاق الاعتداء الإسرائيلي على موقع سوري بريف حماه ( منطقة مصياف)  قالت إسرائيل أنه مقر لصواريخ متطورة كما جاء على لسان افيغدور ليبرمان، قبل يومين فقط من العدوان كتبنا في هذه الصحيفة ” رأي اليوم” مقالاً جاء فيه ماحرفيته ( النقطة الأبرز في كل الحاصل اليوم من تطورات الميدان السوري لصالح دمشق وحلفائها من جهة، وسقوط ماعول عليه الإسرائيلي لجهة الحصاد من زج حزب الله في الحرب السورية من جهة أخرى، تكمن في طبيعة وشكل الرد الإسرائيلي الذي يسعى لتخريب أي مسارات توافقية سياسية في المشهد السوري)، فالاعتداء بدلالات استهدافه لموقع قيل أنه يستخدم من قبل الإيرانيين وعناصر لحزب الله، هو النقطة الأهم لاستقراء كيف كان ” تنفيساً” للغيظ الإسرائيلي جراء الفشل في حصد أي تأثيرات وغلات، سواء من الجانب الأميركي والأهم الجانب الروسي لجهة الجزئية التي تقلق إسرائيل في الجنوب السوري من تواجد لقوات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله.

الاعتداء بطبيعة الحال وجه رسالة تحديداً للروسي، الذي لا نعتقد أنها ستثنيه أو تجعله يعد للعشرة في مضيه نحو الحضور الوازن وتفصيل الحلول في الملف السوري، والذي كان آخر صوره الاتفاق الروسي – الأميركي – الأردني لجهة انسحاب أسود الشرقية وقوات أحمد العبدو جنوب دمشق باتجاه الأراضي الأردني، وتسليم أسلحتهم للجانب الأميركي، ولن يكون آخر هذه الصور التعزيزات العسكرية الروسية التي وصلت إلى دير الزور لمساندة الجيش السوري في معركته هناك ضد داعش.

يأتي الاعتداء بالتزامن مع جملة من التحولات المفصلية التي خيمت على المشهد السوري تبدل فيها الخطاب الإقليمي وحتى الدولي،  تجاه تطورات الميدان السوري، من ديمستورا الذي أعلن عن ما سماها اقتراب ساعة الحقيقة في سورية، وطالب المعارضة بالواقعية لأنها لم تربح الحرب، وكذلك اعتراف السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد لجهة تسليم أميركا ببقاء الأسد،  وانخفاض الدعم السعودي للمعارضة،  وأن الرابح الأكبر من الحرب السورية هي روسيا وإيران.

الاستهداف الصاروخي الإسرائيلي لموقع سوري في ريف حماة، جاء في إطار رد الفعل الذي ينم عن حرقة وغل وغيظ وقلة حيلة، ولاسيما بعد أن ضربت المسامع الأميركية والروسية الشكاوى والمخاوف والضغط الإسرائيلي عرض الحائط، اللهم إن كان ثمة نيات إسرائيلية لاستمرار وتكرار مثل هكذا اعتداءات وهو متوقع بطبيعة الحال، ولاسيما أن الاعتداء مر بسلاسة من دون تصدي أو رد ولاسيما روسي، أو ربما توسيع الاعتداء ليشمل عدواناً أشمل ضد حزب الله في لبنان، وهو مستبعد لأن إسرائيل تدرك العواقب، ولاسيما بعد تهديد الأمين العام لحزب الله بفتح الحدود أمام آلاف المجاهدين والحديث عن الوصول لمفاعل ديمونة.

لانعرف ماذا تخبئ الأيام القليلة الماضية، ولاسيما إسرائيلياً، لكن المؤكد أن ساعة الحقيقة في ميزان الأسد لن تكون كطرح ديمستورا بعدم رفع راية النصر والاستعداد لعملية سياسية حقيقية كما يرغب المبعوث الأممي، لطالما جاء توصيف الأسد لخصومه بالعمالة والحثالة والإرهابيين والخونة والأدوات، فالجيش السوري وحلفاؤه مستمرون في القتال حتى السيطرة على كامل التراب كما جاء في بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، فالرياح تجري بما تشتهيه سفنهم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/09/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد