الحسين ما زال حيّاً
عبدالمحسن يوسف جمال
يموت الشهداء ولا يموتون، ويقتلهم الظالمون فيبقون أحياء عند ربهم يرزقون.
هكذا يرسم الإسلام مكانة الشهيد، وهكذا يرفع من مكانته ودوره في مسيرة الحياة الدنيا المرتبطة بالآخرة كما يشرحها القرآن الكريم.
فما بالك إذا كان ذلك هو سيد الشهداء، وسبط آخر الأنبياء والمرسلين سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله.
الإمام الحسين عليه السلام كان أشبه الناس برسول الله، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنه «أُتى عبيدالله بن زياد برأس الحسين عليه السلام فجُعل في طست، فجعل ينكُت (أي يحركه) وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس كان أشبههم برسول الله وكان مخضوباً بالوسمة».
ولا أدري كيف يقطع رأس حبيب الرسول وحفيده، ويفعل برأسه هكذا دون مراعاة لحرمة الميت ولقرابته من المصطفى صلى الله عليه وآله.
هؤلاء القوم لم يراعوا نصيحة أحد.
ففي البخاري عن ابن عمر عن الخليفة أبي بكر أنه قال «ارقبوا محمداً في أهل بيته».
وهنا نتساءل: هل عملوا بذلك حين قاتلوه وقطعوا رأسه ووضعوه في طست، يقلبونه بعصاة.
فأي قساوة أكبر من ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكيف يقتلون من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أخيه الإمام الحسن عليه السلام كما في البخاري «هما ريحانتاي من الدنيا».
لذلك فأن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين الذي يقيمه المسلمون في مختلف أنحاء الأرض وبالأخص في العاشر من شهر محرم الحرام هو تذكير بمثل الإسلام العليا التي رفضها قوم، وتمسك بها آخرون.
وفي واقعنا الحالي نعرف الفريقين من خلال ممارساتهم المتكررة منذ ذلك اليوم من قطع الرؤوس وعدم احترام الميت وعدم الاستماع لنصائح الرسول الكريم في أهل بيته كما اخبرنا بذلك الصحابة والتابعون.
ذكرى الحسين هو تذكير بالمثل الكريمة التي ناضل من أجلها وعاش عليها واستشهد من أجلها لتبقى حية في نفوس الأحرار أبد الآبدين.
آمن بها قوم، وناصبها العداء آخرون.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2017/10/01