اشعروا بالقلق من الآن!
عبدالله المزهر
هذا آخر مقال أكتبه في 2015 وسينشر في العام التالي. حاولت أن أشعر بالهبة أو الفرحة لنهاية عام أو لبداية آخر ولكني لم أجد فارقاً بين هذين اليومين المتلاصقين كمركز حدودي بين دولتين قمعيتين تربطهما مصالح مشتركة وسلام دائم.
وبمناسبة الحديث عن السلام فإن نهاية العام التي تتزامن مع كتابتي لهذا المقال العظيم هي آخر يوم للأمين العام للأمم المتحدة رمز القلق والاكتئاب في هذه المجرة السيد بانكي مون.
وكنت أود أن أبدو كسياسي محنك وأتحدث عن الأمم المتحدة كمنظمة دولية عملاقة وعن أسماء المرشحين المحتملين لخلافة السيد بانكي، ولكني للأسف لست سوى أحد سكان هذا الكوكب الذين «يشعرون بالقلق» من وجود هذه المنظمة العالمية عديمة الفائدة!
وحتى أنظر للجزء الممتلئ من الكوب «الفارغ» والذي أصبحت مغرما بالنظر إليه هذه الأيام، فإن حسنة هذه المنظمة الوحيدة هي أنها مثال عملي على «المنطق» الذي يحكم العالم لمن أراد التبصر والتفكر!
هذه المنظمة تسيطر عليها دول صمت آذان العالم بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وقتلت في سبيل ذلك ملايين البشر لكي ينعموا بحياة كريمة في مكان ما من الواضح أنه ليس كوكب الأرض وليس برعاية الأمم المتحدة. ولكن ومع كل هذا الحديث عن الديمقراطية والعدالة والمساواة فإن المجلس الأهم في هذه المنظمة وهو مجلس الأمن تسيطر عليه خمس دول لا تتغير ولا تتبدل ومن حق أي منها أن تبطل أي قرار حتى وإن آمنت به وأرادته بقية أمم الأرض.
وعلى أي حال..
وبما أن هذا هو المنطق «الديمقراطي» الذي يحكم العالم وتمثله الأمم المتحدة فإني سأكون المرشح المناسب لشغل المنصب بعد السيد بانكي، وأعدكم بأنكم أنتم من سيشعر بالقلق كما يجب طوال فترات ولايتي!
صحفية مكة
أضيف بتاريخ :2016/01/01