"مستر" وطني!
مريم الشروقي
"مستر" وطني يظن بأنّه الشخص الوحيد الذي لديه شعور الإنتماء والحب والإخلاص للوطن، وينزعج كثيرا عندما يحاول البعض إصلاح ما يمكن إصلاحه في شؤون الوطن! هذا الوطني لا يريد أن ينتقد أحد أي خطأ، ولا يريد أن يطالب أحد بأي مطالب، ولا يعطي الحق لأحد بفتح فمه، ويأخذ بمقولة لا ترون إلاّ ما أرى ولا أهديكم إلاّ سبيل الرشاد!
للأسف.. أكثر من يتّهم النّاس بعدم الوطنية هو أصلا ليس وطني، بل هو مجرّد متمصلح فاسد يريد الخير له ولأهله، وهو بلا شك أناني لا يريد أن يصل أحد إلى ما وصل إليه، وبالتّالي يُشكّك في وطنّية البعض أو الأغلبية، ذلك البعض الذي لا يُعجبه ولا ينتمي لعائلته أو مذهبه، فلغة التخوين تخرج من فمه من دون تفكير عميق بخطورتها ونتائجها.
السؤال للجميع: هل الذي ينتقد بعض الأمور في وطنه من أجل إصلاحها يُعتبر خائن؟! هل الذي يُطالب بالوحدة الوطنية وإذابة الطائفية خائن؟! هل الذي يطالب بكشف ملفّات الفساد وتحويلها إلى النيابة العامّة خائن؟! هل الذي يوصل الرسالة الحقيقية للقيادة يُعتبر خائن؟! ما الفرق بين الخائن والوطني؟!
بالنسبة لنا ليس الخائن من وضع يده بيد دولة عدوّة هو الخائن فقط، بل الخائن هو الفاسد والمتمصلح والمنافق، هؤلاء لا دين لهم ولا حب إلاّ للدينار، واليوم يكونون معك وعندما تسقط هم أوّل الهاربين منك، أمّا المواطن الصادق المخلص، فهو لا يتزلّف ولا يخشى في الحق لومة لائم، لأنّه أنكر الذّات وفكّر في المصلحة العامّة، مصلحة الوطن، مصلحة القيادة، ومصلحة الشعب.
"مستر" وطني أرجوك لا تنه عن أمر أنت فاعله، وأرجوك ابتعد عن المثالية وعش الواقع، وندعو لك بالصلاح وحب الوطن من دون شروط، فأنت مريض بمرض التخوين، ومرضك هذا عضال، لأنّ جيبك لا يشبع، ولتنظر حولك فستجد بأنّ هناك من ينتقد الوطن حبّا به وليس كرها أبدًا، فتعلّم منهم! •
لصالح: مدونة صوت المنامة
أضيف بتاريخ :2017/10/24