قتل اليمن مرتين..
طلال سلمان
تقتل اليمن، شعباً وحضارة وعمراناً، رجالاً ونساء وأطفالاً، والأطفال أساساً، أمام عيون العالم جميعاً، وسط صمت قاتل يفضح التواطؤ بين القيادات جميعاًّ، ملوكاً ورؤساء وأمراء ومشايخ نفط وغاز..
في آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية تأكيد صريح بأن المهددين بالإصابة بمرض الكوليرا قد يتجاوز المليون يمني، نسبة كبرى بينهم من الأطفال ثم النساء والرجال..
الضحايا الذين سقطوا ويسقطون في الحرب الظالمة التي تشنها السعودية ومعها دولة الإمارات، يتزايدون كل يوم وعلى مختلف الجبهات.
من ضحايا الكوليرا قد تجاوزوا أي إحصاء.
مع ذلك فان بعض المسؤولين السعوديين والإماراتيين يتباهون الآن بأنهم باتوا يتحكمون بباب المندب بعد أن “طردوا” القوات اليمنية الشرعية، ومعهم مجاهدو “تنظيم أنصار الله”، من هذا الموقع الاستراتيجي الخطير… وثمة ما يدل على أن التحالف المذهب ينوي تحويل “باب المندب” إلى قاعدة عسكرية، أميركية بطبيعة الحال، وان رفرفت فوقها إعلام “عربية”.
لقد لعب موقع “باب المندب” دوراً خطيرا في حرب 1973، حين اقفل بوجه الملاحة الإسرائيلية، أي بوجه بارجاتها وزوارقها الحربية.
أن جريمة قتل اليمن هي جريمة قتل جماعية: للأرض والسكان، للجبال والبحر، للنساء والأطفال، وباختصار، لكل أسباب الحياة..
..على أن المساعي الدولية مستمرة، والوسيط الدولي بهويته الموريتانية يذهب ويجيء ويتابع نشاطه في إحصاء الضحايا مدنا وقرى، نساء وأطفالاً وشيوخاً وبعض المقاتلين!
كاتب عربي ورئيس تحرير وناشر صحيفة “السفير”
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/10/29