بعد الفشل العسكري “الحصار” أصبح الرهان الأوحد في اليمن
ٲ. زين العابدين عثمان
لم يعد الخيار العسكري ولغة القوة ذات نفع أو جدوائية في إطار العدوان التي تقوده السعودية وحلفاءها الإقليميين على اليمن .
فالفشل العسكري الذي أثخن المملكة بخسائر لم يسبق لها مثيل في تاريخها على مدار 1000 يوم من الحرب كان كافيا في إيصالها ومن في محورها إلى خلاصه نهائية مفادها ” أنها قد خسرت المعركة العسكرية بكل تفاصيلها أمام قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على ميدان الحرب ولم يتبقى أمامها سوى مبادرة الحصار كورقه استراتيجيه هي الأخيرة في جعبتها “.
اليوم وكما هو واضح للعيان فمشهد الصراع باليمن لم يعد ذو طابع عسكري كما كان من قبل حيث اختفت لغة الاجتياح والقوة ولهجة التهديدات الصاخبة التي كانت تصدر من الناطق باسم التحالف أحمد عسيري في تخوم مستجدات العمليات العسكرية ونيابة على ذلك اليوم “العسيري” بات يعلن بتصريحات فيها من الانهزامية والانكسارات النفسية والمادية ماتدل على ذلك فقبل أيام فقط صرح بصيغة المناشدة للمجتمع الدولي: بأن يقوم بفرض مشروع حل سياسي يفضي لحلحلة ملف العدوان على اليمن سياسيا. حيث يعتبر هذا التصريح هو السابق من نوعه من حيث اللهجة والمصداقية إضافة إلى أن هناك الكثير من التصاريح والاعترافات التي تصدر من عدد من مسؤولين وكتاب سياسيين يعملون لدى السعودية بنبرات الضعف والخسارة. والجدير بالذكر أن هذه الاعترافات صاحبها ركود ميداني وانتكاسرات متكررة لقوات السعودية ومرتزقتها في جميع جبهات القتال …..
اليوم السعودية وخصوصا بعد الضربة الصاروخية اليمنية التي أصابت مطار الملك خالد بالرياض باتت تؤمن بأن فرضية ردت الفعل العسكرية لن تجلب سوى مزيدا من التداعيات والسقوط العسكري وأن خيار تشديد الحصار هو الخيار الأمثل والأكثر فاعلية للجم الصواريخ اليمنية وقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية بالميدان . حيث أخذت صاروخ الرياض كمظلة لها لتمرير مشروع تشديد الحصار وإغلاق جميع المنافذ والمعابر البحرية والبرية في وجه الشعب اليمني ليتم صنع أكبر أزمة إنسانية ومعيشية في اليمن كما هو الحال اليوم ….
باختصار شديد!!
السعودية وحلفاءها أخفقوا في المجال العسكري ولم يعد لديهم القدرة الكافية لفرض نزالات عسكريه إضافية مع قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وهذا أمر لا غبار عليه إطلاقا . لذا نجد من قيام السعودية اليوم بتحرك بروتوكول تشديد الحصار خصوصا في هذا الوقت بالذات فأنه يعني شيئا واحد وهو العجز والوهن والسقوط المدوي الذي تعلق على ظهر المملكة في جميع الأصعدة الميدانية …
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/11/18