«مطر جدة» يفضح الخلل
حسن الصبحي
عشرات السنين وهاجس «المطر» يستنزف المليارات في محافظة جدة، وفي كل زيارة لـ»المطر» تغرق الشوارع وتغلق الأنفاق وتكتظ الجسور والكباري بالسيارات العالقة.
«مطر».. «مطر».. «مطر».. «مطر».. «مطر»، أصبحت كلمة ترعد وترعب قاطني (العروس)، وتثير خوفهم من انهيارات في المباني وشلالات من المياه وإغلاقات للشوارع واحتجازات.
عشرات السنين والحكومة تنفق المليارات من أجل (التعايش) مع المطر.. وأن يزور العروس ويذهب سالماً وهم سالمون. لكنه يأبى ويرفض ذلك ويضع بصماته على كل مشروعات (المليارات) ويكشف (المستور).
خلال أكثر من 25 عاماً ونحن نسمع ونقرأ ونشهد في كل عام أو عامين توقيع عقود بمليارات الريالات لمشروعات (تصريف أمطار وسيول) في جدة، ولكنها تذهب أدراج الرياح بمجرد زيارة (المطر)، ولعل السيول التي داهمت جدة في عامي 2009 و2011 وذهب ضحيتها الأبرياء- كانت الكارثة الأكبر، وفي ضوئها أنفقت حكومة المملكة ما يتجاوز 3.3 مليار ريال على نحو 22 مشروعاً؛ لدرء مخاطر السيول، بإشراف من شركة أرامكو السعودية، وشارك في تنفيذها عدد من الشركات العالمية؛ وذلك لمواجهة سيول أودية (حصاة مريخ، قوس، أبو كراع وبريمان) وغيرها، وعلى الرغم من أن هذه المشروعات شملت حلولاً عاجلة لدرء السيول، وقدمت أيضاً حلولاً ودراساتٍ سلمت - كما تقول اللجنة المكلفة - لأمانة جدة تشمل المواقع الحرجة التي تقع داخل الأحياء والشوارع التي يمكن أن تكون خطراً لتجمعات مياه الأمطار؛ لكي تتحرك هذه الأمانة في تنفيذ مشروعات تصريف الأمطار، إلا أنه وحتى جاء الثلاثاء الماضي والذي كشف فشل كبير في مشروعات تصريف مياه الأمطار في الأحياء والشوارع الداخلية والفرعية والرئيسة والأنفاق الحديثة بجدة، وفي نفس الوقت كان واضحاً منذ العام 2009 أن أمانة جدة وهي المسؤول الأول عن تصريف مياه الأمطار في الشوارع والأحياء- تقاعست في إيجاد حلول لكيفية التصريف في الشوارع والأنفاق التي أنفقت عليها مليارات الريالات، وأهملت جوانب تصريف مياه الأمطار، فغرقت جميعها عند أول زيارة لـ(المطر).
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/11/28