هل يشعر المسئولون بمعاناة المواطنين؟!.
هاني الفردان
ربما جل المواطنين من البسطاء والمغلوب على أمرهم، وحتى الميسور حالهم يؤمنون بأن المسئولين لا يشعرون أو حتى يستشعرون بمعاناتهم واحتياجاتهم وهمومهم ومتطلباتهم وظروفهم وغيرها.
كلمة قالها عضو مجلس الشورى الشيخ عادل المعاودة تحت قبة المجلس عندما التفت يميناً ويساراً، وقال: "لأكون صريحاً، الكثير ممن في الصالة ليس فقط أعضاء مجلس الشورى بل حتى كبار الموظفين والمسؤولين والمستشارين لا يشعرون بزيادة أو نقص 100 أو 200 دينار في الراتب، ولكن المواطن العادي يستشعر بزيادة 5 دنانير في الراتب، وهو شيء يحسب له حساب، بل يتعنى للذهاب من هذا المحل لذاك المحل لتوفير نصف دينار".
من مآسي قدرنا أن التشريع في بلدنا تُرك في يد من لا يدرك بصدق معاناة شعبنا، وبالتالي فإن من لا يدرك ذلك لن يصدق أبداً أن الـ5 خمسة دنانير التي يبخسها هو، تصنع فارقاً للمواطن البسيط، وأن الزيادة التي يعتبرها هو "زهيدة" تدخل الابتسامة على قلوب عوائل، وتزيل شيء من معاناة الحياة الصعبة.
في لقاء كنت حاضراً فيه مع مسئولين كبار بالدولة لمناقشة موضوع رفع الدعم عن اللحوم (قبل رفع الدعم) كان أحدهم يقول ويسأل الموجودين هل هناك أحد الآن يشتري اللحم الاسترالي، والكل كان ينظر للآخر وجوابه "لا"! ببساطة، كان الحاضرون جلهم من المسئولين والمترفين، وبالتالي لكونهم لا يأكلون إلا اللحم العربي، فهم يعتقدون أن لا أحد يقبل على اللحم الاسترالي، وبالتالي رفع الدعم عنه لا يضر ولن يغير شيء!
بمقارنة بسيطة جداً فإن مشروع بسيط كمشروع قانون بتعديل قانون الضمان الاجتماعي، والذي يطالب بزيادة 3% سنويا على المعاشات، ويخدم البسطاء من المواطنين والأسر المحتاجة، مقدم منذ سنوات طويلة جداً وللتو تتم مناقشته ويتم الاعتراض عليه لأسباب "إقتصادية" وتقشف، وموازنة وعجز ودراسات إكتوارية وغيرها، بل سمعنا محاضرات من أعضاء في الشورى عن الوضع المالي للبلد.
ولكن مرسوم فرض ضريبة (الضريبة الانتقائية) لم يستغرق تمريره سوى ساعات بسيطة جداً، حيث أوجدت له كل المبررات والأعذار اللازمة للتمرير.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2017/11/29