ترامب وكيم جونغ أون والتحدي الأكبر
أ.د. علي الهيل
الرئيس البزنس مان الأمريكي (دونالد ترامب) فتح النار على الجميع. في بداية عهده المشؤوم هاجم الناتو والأوروبيين والإتحاد الأوروبي وأنشأ عداءً مع المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) وآخرين وقبل أشهر هاجم (تيريزا ماي) رئيسة الوزراء البريطانية. قبل شهر تقريباً استفز المسلمين بإعلانه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة “لإسرائيل.”
أمس هاجم باكستان بدعوى أن بلاده أنفقت مليارات عليها ولم تحصد سوى الكذب والخداع. المهاجرون في أمريكا يتمنون اللحظة التي سيتم عزلها فيها لأنه يناصبهم العداء.
لا يفهمه إلا (كيم جونغ أون) الذي أعطاه أمس من الآخر أن إصبعه على زر القنبلة النووية وأن أمريكا لا تجرؤ على سن حرب على بلاده لأن بلاده الآن ندٌٌ لأمريكا فهي تمتلك القنابل النووية والهيدروجينية والبيولوجية. كان رجل الصواريخ العملاق يتحدث بهدوء وثقة عالية في النفس مرتدياً بدلة وربطة عنق وكأنه يحتفل بالانتصار على “الصبر الإستراتيجي” الأمريكي الذي لم ينفد فحسب وإنما ووريَ التراب تحت وقع الصاروخ الباليستي الأخير العابر للقارات الذي أزعج أمريكا وحلفائها ومجلسها للأمن الدولي.
خاطب كوريا الجنوبية أشقاء الدم وأبناء العمومة وتمنى النجاح للألعاب الأولمبية الشتوية التي نزلت برداً وسلاماً على أهل كوريا الجنوبية. كأن (كيم جونغ أون) يقول لهم لنتصالح بعيداً عن أمريكا التي تطعمكم الأوهام وتبقيكم في حالة خوف وترقب.
لا أستبعد مطلقاً أن تكون احتجاجات إيران وكشمير من إخراج أمريكا لتسكين صداعها الذي يسببه لها كل يوم رجل بيونغ يانغ. لا أستبعد أيضاً تحدياً جديداً آخر لبيونغ يانغ لقرار مجلس الأمن الأخير وأمريكا بعد التحدي الأمسي الذي ذكٌر فيه (كيم جونغ أون) بأن أي حركة كاوبوي قد تقْدم عليها أمريكا ستدفع ثمنها عالياً وأن إصبعه دائماً على الزر.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/01/03