عملاق الصواريخ ينتصر وصاحب الزر الأكبر ينحسر!
أ.د. علي الهيل
إذن؛ فقد نجح الرئيس (كيم جونغ أون) بجدارة و استحقاق، بشكل مباشر أو غير مباشر أن يُفهم (إن لم نقُلْ يقنع) حليفيْ أمريكا جارته و شقيقته الجنوبية كوريا و اليابان أن الحوار معه هو الناجع و ليس الاعتماد على أمريكا التي لا تبحث إلا عن مصالحها و تستغل الآخرين لتكريس مصالحها فقط، و تصدر لهمُ الأوامر بشراء أسلحتها بصورة ابتزازية صارخة و كأن أمريكا أتت ببيزنس مان أن يرأسها (بصرف النظر عن ملابسات و حيثيات الإتيان به) لينقذ شيئاً من إقتصادها المنهار.
كان ذلك واضحاً بعد أنِ اتفقت كوريا الجنوبية و اليابان على التشاور قبل لقاء الرئيس الكوري الشمالي. لقد انتظرت الدولتان الحليفتان لأمريكا طويلاً أن يفعل (صاحب الزر الأكبر) شيئاً للجم ما وصفه (صاحب الزر الأكبر) (بصاحب الزر الأصغر) أو (برجل الصواريخ الصغير) خارج الجعجعة و الطنطنة. بَيْدَ أنه لم يفعل أي شيء لأنه تأكد له بما لا يدع مجالاً للشك أو الريب أن (صاحب الزر الأصغر) زره ليس بذاك الصغر و أن (رجل الصواريخ الصغير) ليس صغيراً كما توقعه.
لقد وضح للرئيس (ترامب) لا سيما بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخها الأهم و الأرعب الباليستي العابر للقارات الذي كان يمكن بسلاسة أن يضرب مدينة (لوس أنجيليس) بولاية كاليفورنيا و ينتقم للمكسيكيين. لذلك ذهب للحلقة الضعيفة (و لا نقول الأضعف) معترفاً بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني (إمطلّعْ مراجله على العرب و المسلمين) لتغطية إحراجه أمام حليفيه كوريا الجنوبية و اليابان متحججاً أن مسألة القدس تهم الأمن القومي الأمريكي أكثر من بيونغ يانغ.
قطعاً كوريا الجنوبية و اليابان تأكد لهما ما تأكد لحليفهما الأمريكي أن بيونغ يانغ لم تحقق فحسب توازن الرعب النووي. بل؛ تجاوزته بأشواط بعيدة و أن حتى مجرد اللعب معها سيكون مكلفاً و فادحاً. طبعاً، كتاب (مايكل وولف و أشهد و الله أنه ذيب) أسقط ورقة التوت التي كانت تغطي العورة السياسية للرئيس (صاحب الزر الأكبر) و أفقدته ما تبقى لدي حليفيه من صدقية تُذكر.
لا يُستبعد أن يُجمع الكونجرس على عزله فالرجل ليس كبيل كلينتون الذي (تلاعب بعِرض طالبة جامعية) و كاد أن يُعزل بسببها. بيد أن الكونجرس إرتأى ربما أن الشرف الأمريكي ليس كما الشرف العربي (الذي تُراق على جوانبه الدمُ) فتم العفو عنه و استمر يمارس رئاسته. (ريتشارد نيكسون) قبله كان مختلفاً فهو أضر بأخلاقيات السياسة الأمريكية بالتجسس على خصومه فقرر الكونجرس أن يجتمع لعزله. بيد أنه استقال صوناً للكرامة الشخصية فهو غير (بيل كلينتون) فالحرية الجنسية ليست ضد الأخلاق. بل؛ هي الأخلاق و التحضر.
ما ورد في كتاب (الذيب) كافٍ و كفيلٌ بأن يُعزل إلا إذا فعلت الماكنة اليهودية فعلتها بسبب أن (ترامب) أتى بما لم يأتِ به الأوائلُ!!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/01/09