نعم مجلس النواب… "سوق سمج"
هاني الفردان
مشهد ليس غريب، صراخ، فوضى، عدم تنظيم، عدم فهم اللوائح والقوانين.
بعد ثلاث سنوات، ونحن الآن نسير في السنة الرابعة لهذا المجلس النيابي، والتخبط وضياع القدرة حتى على إدارة جلسات مجلس النواب ديدن مجلس النواب.
جلسة مجلس النواب أمس الثلاثاء كما قالها رئيس مجلس النواب أحمد الملا "سوق سمج"، بل خرجت حتى عن ذلك، فالصراخ في سوق السمك ذو فائدة، وحاجة، وغاية مفيدة لمرتادي السوق، ولكن ما حدث في مجلس النواب صراخ من أجل الصراخ، وفوضى للفوضى، ولغط لإبراز الذات، وإثبات للناس أنهم معهم وضد قرار الحكومة برفع البنزين.
الصراخ من أجل الصراخ، لن يغير قرار الحكومة، والحكومة تعلم وتعي جيداً سريرة كل نائب، وأهدافه، وحاجاته، وبالتالي أقدمت بكل ثقة وجرأة على اتخاذ قرارها دون النواب أو حتى إعلامهم ولو قبل ذلك بدقائق، بل تركتهم يعلمون عن قرارها من الناس.
الحكومة تعلم أن قرارها ماضي، وأن النواب عاجزون عن اتخاذ أي موقف أو قرار حقيقي يمكنه عرقلة ذلك، بل جل النواب طبل سريعاً وراء إعادة هيكلة الدعم المقدم.
قد يعلم النواب وقد لا يعلمون أن إعادة هيكلة الدعم الحكومي لن يزيد من المبالغ المرصودة لذلك، بل سيخرج مستحقين من الفئات المشمولة بذريعة عدم الاستحقاق، وزيادة البعض ، وحرمان آخرين، مما سيزيد معاناة الناس.
تمنينا بدلاً من أن يحول النواب جلستهم لـ"سوق سمج" أن ينظموا صفوفهم وأن يتخذوا موقفاً حاسماً وواضحاً ومؤثراً قادرة على تحقيق ما يتمنوه للناس، وبالخصوص وقف قرار رفع أسعار البنزين.
ما حدث أمس لم يصفق له الناس، بل زاد من حنقهم وغضبهم على النواب، فهم أجهل بأدواتهم، وأضعف من قدرتهم على استخدامها واستغلالها، ولذلك لجأوا للصراخ والفوضى لاعتقادهم بأن الناس سيكونون سعداء وراضين بذلك!
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/01/17