هل دونالد ترامب في الباطن رحمة على العالم؟
أ.د. علي الهيل
أدركت كوريا الجنوبية أن إعادة مد الجسور نحو الدولة الشقيقة كوريا الشمالية ضروري لإبقاء شبه الجزيرة الكورية آمنة. أدركت حكومة سول أيضاً أن حليفتها أمريكا لاسيما في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب تقصد متعمدة أن لا تعود الكوريتان إلى الروح و الجسد الواحد بأي شكل من الأشكال لأن ذلك لن يخدم مصالحها.
حاولت حكومات سول السابقة ذلك. بَيْدَ أن أمريكا كانت تفسد لقاء الشقيق وشقيقه. رغم إدراك حكومات سول السابقة ذلك غير أنها كانت تطمئن لحليفتها أمريكا بسبب أن الرؤساء الأمريكيين السابقين يختلفون عن رئيسها الحالي من حيث الصدقية لأنه يبالغ في تطبيق شعار “أمريكا أولاً.” هذا يعني فليذهب الآخرون إلى الجحيم.
أمسِ في مقابلة مع قناة البي بي سي قالت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية أن حكومتها بمعزل عن رأي حليفتها أمريكا لن تسمح بتجويع شعب كوريا الشمالية. يبدو أن السلوك الخاص بالرئيس دونالد ترامب المتحفظ عليه عالمياًّ قد شجع حكومة سول على شق عصا الطاعة.
اليابان هي الأخرى توافقت مع حكومة سول على الإجتماع مع رئيس كوريا الشمالية من غير طلب الموافقة من واشنطن. السبب هو أنها وعت أنها هي من تجاور كوريا الشمالية و ليست أمريكا التي مستعدة أن تتخلى عن أصدقائها من أجل مصالحها خاصة في عهد إلرئيس ترامب الذي يتعامل في السياسة بمنطق صناعة المال.
هذا السلوك الجديد لأمريكا في عهد رئيسها الحالي سيشجع المزيد من الدول على عصيان أوامر أمريكا. تركيا مثلاً رغم أنها الدولة العضو الوحيد غير الأوروبي في الناتو تتجه صوب روسيا للتسلح و تتقاطع مصالحها معها في سوريا و غيرها. لعل وجود ترامب على رأس الحكم في أمريكا هو رحمة في الباطن لدول العالم و إن بدأ في الظاهر نقمة عليها.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/01/20