الآراء المضحكة في قضية التجنيس
فواز عزيز
• الأخبار الجميلة تسعد حتى لو جاءت متأخرة.
جميل أن نقرأ خبرا بموافقة مجلس الشورى بأغلبية 63 صوتا على دراسة مقترحين لتعديل نظام الجنسية السعودية مقدمين من العضوين الحاليين لطيفة الشعلان وعطا السبيتي، وثلاثة أعضاء من الدورة الماضية «هيا المنيع وثريا عبيد ووفاء طيبة»، ويخص المقترحان تعديل نظام الجنسية بما يمنح أبناء المرأة السعودية المتزوجة من أجنبي الحق في الجنسية السعودية.
• ما ليس جميلا في الخبر هو بعض آراء أعضاء مجلس الشورى، والتي تأتي وكأنها للمعارضة فقط، وتحمل حججا لا تقنع أحدا، أو حججا تتسم بالغرابة إلى درجة مضحكة جدا..!
• الآراء المضحكة من بعض أعضاء مجلس الشورى كثيرة جدا، ومنها في موضوع تجنيس أبناء السعوديات ما نقلته «عكاظ» عن استماتة أحد الأعضاء في محاولة ثني المجلس عن الموافقة على دراسة المقترح، فقال ذلك العضو بأن الأبناء ينسبون لآبائهم مستدلا بآية من القرآن الكريم، وربما هذا العضو يعتقد بأن مقترح منح الجنسية لأبناء السعودية يعني تغيير أسماء آبائهم ونسبتهم إلى أسماء أمهاتهم.. وإلا كيف يقول بذلك القول..؟!
• ومن الآراء المضحكة إلى حد الغضب والتعب ما نشرته «الحياة» بأن عضوا آخر اعترض على المقترح مبررا اعتراضه بأن الموافقة على تجنيس أبناء السعوديات سيسبب التصحر والجفاف في البلد..!
• أعتقد أن هذا المقترح لا يستحق التعليق أو الرد بقدر ما يستحق الضحك، وهذا جانب جميل في نقاشات مجلس الشورى بإضفاء روح الطرافة والنكتة على الجلسات والنقاشات، حتى ولو كان بغير قصد، فنحن بحاجة إلى الضحك قليلا لمحاربة الكآبة!
• أحيانا أشك
بأن بعض أصحاب مثل هذه الآراء صادقون بطرحها خاصة في قبة برلمانية شورية فيها عقول كبيرة وشخصيات مهمة تناقش موضوعا جادا؛ وأعتقد أنهم يقصدون تلطيف الأجواء وتخفيف التوتر عن زملائهم، وعنا نحن متابعي أخبار جلسات مجلس الشورى، وربما أكون مخطئا في ذلك، لكنها حقا تخفف التوتر وتمنح العقل استراحة عن العمل المرهق..!
• ومع كل ذلك؛ لا يمكن أن نتجاهل كثيرا من الآراء والمقترحات الجميلة والمقنعة التي تطرح تحت قبة مجلس الشورى، الذي أصبح يلفت الانتباه بمناقشته لمواضيع تهم الناس ويتفاعلون معها ويشيدون بها، وندرك جيدا حدود صلاحية مجلس الشورى، فلا نستطيع مطالبته بأكثر مما يستطيع حسب أنظمته وآليات عمله.
(بين قوسين)
• وبما أننا نرى أغلبية توافق على مقترح تجنيس أبناء السعوديات، فلنا أن نطالب مجلس الشورى بمناقشة وكالة الأحوال المدنية في تأخر إنهاء معاملات تجنيس أبناء السعوديين العالقة في بيروقراطية العمل الحكومي، والذين حرموا منها بسبب أخطاء ارتكبها الآباء في زمن مضى.
• كتبت كثيرا منذ 2011 عن معاملة «عزيزة العنزي» التي تطارد معاملتها منذ عدة سنوات لتعيش مثل إخوتها كسعودية، وهي ابنة لرجل سعودي وأم كويتية وجميع إخوتها يحملون الجنسية السعودية، وحرمت هي منها لأن والدها ارتكب خطأ قبل 30 عاما.. واليوم تعيش عقوبة ذنب لم ترتكبه.
• تفاعلت وكالة الأحوال المدنية مشكورة مع ما كتبت عدة مرات، وفي عهد ثلاثة وكلاء مروا عليها، لكن لا تزال المعاملة تسير ببطء بينما يسير عمر الفتاة بسرعة.
• أحيانا لا ألوم منسوبي وكالة الأحوال المدنية، لكن ألوم الأنظمة القديمة التي ترهق الفتاة وترهق وكالة الأحوال المدنية.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2018/02/14