تعليق الدراسة.. لا تعليق
محمد البكر
من الطبيعي أن يتداول الكثير من الناس، النكات والتعليقات، حول قرار تعليق الدراسة بسبب الأوضاع المناخية، في الوقت الذي تكون فيه حالة الطقس في اليوم التالي للقرار، الأفضل والأجمل من بين كل الأيام، كما حدث يوم الأمس. حين كانت الأجواء جميلة ومشجعة، وعلى عكس ما أوردته هيئة الأرصاد، من تحذيرات وتنبيهات للجهات المعنية، مما دفع تلك الجهات إلى إعلان تعليق الدراسة في المنطقة الشرقية.
أعرف مدى الإحراج، الذي سيواجهه مسؤولو التعليم، عندما يتخذون قرار التعطيل دون مبرر، حتى لو كان القرار ليس قرارهم وحدهم، والتنبيه والتحذير لم يصدرا منهم. فكلنا يعلم أنه قرار مشترك يشارك فيه بالإضافة لهم، مديرية الدفاع المدني بالمنطقة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
الدفاع المدني، وإدارة التعليم، يستندان على تقارير الرئاسة العامة للأرصاد، ولهذا فالمتسبب في تعطيل الدراسة دون مبرر، هي الأرصاد من حيث المبدأ، دون جزم بذلك، طالما لم يصدر ما يوضح نوعية أو درجة الإنذار أو التحذيرات، التي وصلت للتعليم والدفاع المدني من الأرصاد.
في دول العالم المتحضر، يستند الناس على تقارير مراكز الأرصاد، خاصة لأولئك الذين تتطلب أعمالهم التنقل من مكان إلى آخر، وهم يثقون بتلك المراكز ويعتمدون عليها.
يقول صديق انه طلب من زوج ابنته، التي تسكن في الخبر وتعمل طبيبة في الأحساء، إقناعها بالاعتذار للمستشفى الذي تعمل به خوفا عليها من الطريق بسبب تحذيرات الأرصاد، وعندما اقتنعت ولم تذهب، تفاجأت في اليوم التالي بالطقس الجميل الذي أحرجها مع جهة عملها. ومثل هذه الطبيبة، هناك الكثير من الناس، ممن ألغوا ارتباطاتهم خارج المنطقة بسبب ذلك.
القضية ليست في تعليق الدراسة يوم أمس فقط، بل قضية فشل في تحديد درجة المخاطر، وهو ما يستدعي ضرورة مراجعة الإجراءات المتبعة، لإعادة ثقة الناس في الأرصاد وحماية البيئة وإدارة التعليم ومديرية الدفاع المدني.. ولكم تحياتي.
جريدة اليوم
أضيف بتاريخ :2018/02/26