التقشف الحكومي وقطع أرزاق الفقراء
هاني الفردان
مؤلم أن تكون الحلول الحكومية لعجوزاتها المالية وأزماتها تأتي على ظهر الفقراء والبسطاء، ومن لا يملكون حيلة غير دخلهم البسيط.
رسالة نوجهها من هنا لقيادات هذا البلد، لأصحاب القرارات، لمن أقروا خطط التقشف، وسياسات تقليل النفقات، هل راتب منظف أو مراسل لا يتعدى 250 ديناراً في مدرسة، سيوفر لكم الكثير وسينقذ الدولة من عجزها وسيحل مشكلة الدين العام وغيرها!
ماذا يحدث في هذا البلد؟ بعيداً عن السياسة وخلافاتها، بعيداً عن صراعات المتصارعين، وبعيداً عن التوترات والمآزق والانقسامات، تبقى هناك لمسات إنسانية، وأولويات أخلاقية، وتراتبيات حتى في مثل تلك السياسات التقشفية.
الرحمة شيء خلقه الله في قلوب البشر، نعم معيب ثم معيب ثم معيب أن نشهد تسريح بحرينيين بسطاء كمراسلين ومنظفين بسبب خطط حكومية وتقشف وزارات، نعم معيب أن تبدأ الجهات الرسمية بالفقراء والبسطاء، وتتجاهل تلك الأجور العالية والخيالية التي نسمع عنها.
معيب أن يكون مراسل أو منظف هدفاً في ظل مأساوية الأوضاع التي نعيشها، وما يعيب أكثر هو صمت النواب عن الحديث عن ذلك.
عذر وزارة التربية والتعليم واضح وصريح كررته أكثر من مرة وهو “التقشف” بصريح العبارة، ولكن عبارتها الرسمية المخففة كانت “إن هذا الإجراء يأتي في إطار الترشيد وخفض الكلفة والاستخدام الأمثل للموارد”!
بصراحة، لا أكثر المتفائلين المقربين من المواقف الرسمية ولا أكثر المتشائمين من عموم الناس، توقع أن تصل حالة التقشف الحكومي إلى مراسلين ومنطفين وقطع أرزاقهم، توقع البعض أن تتوقف المشاريع، أو أن تتأثر الأجور، وتتقلص نفقات الحفلات والسفرات، والوفود الرسمية التي لها حاجة أو ليست لها حاجة، ولكن أن يصل الأمر للفقراء، فإن ذلك يعطي مؤشراً خطيراً جداً لحال الوضع المالي في البلاد وأين وصل.
ندعو للعدول عن ذلك، ومراجعة الأمر وإرجاع البحرينيين لأعمالهم ، فشركاتهم تخلت عنهم بسبب تقشف الحكومة وطلبها منهم ذلك.
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/03/07