موجه من التمهيد الاستراتيجي تعم المنطقة استعدادا لصفقة القرن..
أ.د احمد القطامين
خلال أيام أو أسابيع أو ربما أكثر قليلا، سيعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن خطته حول القضية الفلسطينية المساة “صفقة القرن”. جميع الأطراف المباشرة وغير المباشرة لا تعلم بالضبط ما الذي تتضمنه الخطة باستثناء نتنياهو الذي يعتقد أنه المهندس الرئيسي لتلك الخطة، ومن وحي معرفتنا بهوية مهندسها نستطع معرفة خلاصاتها الأساسية والتي تبدو أنها تصفية القضية الفلسطينية دون تنازلات حقيقية من الجانب الإسرائيلي ودفع العرب للقيام بكل ما هو مطلوب لإنجاحها بما في ذلك المتطلبات المالية واللوجستية وربما العسكرية لاحقا.
لماذا تطرح هذه الصفقة الآن؟
المسألة من وجهة النظر الأمريكية- الإسرائيلية أصبحت ملحة وغير قابلة للتأجيل لأن اللحظة التاريخية المناسبة لإنجاحها ولو بالقوة أصبحت متوفرة، وهذه اللحظة تتمثل بوجود هذا الرئيس الأمريكي “الخاص” دونالد ترامب في أقوى موقع سياسي في العالم لتنفيذ الحل تحت يافطة محددة جرى تسويقها مع بدايات ظهور ترامب كمرشح رئاسي تشير إلى أن العقل الإسرائيلي سيستخدم المال العربي “الداشر” لإحداث نقلة تنموية إستراتيجية في المنطقة تغير وجهها وتوجهها إلى الأبد تغييرا يتضمن الشكل والمضمون والموروث.
لقد جرى تمهيد ضخم في المنطقة خلال الأشهر الستة الأولى من إدارة ترامب لهذه الفكرة تُوجت بزيارة ترامب التاريخية للرياض حيث حُشد له قادة العالمين العربي والإسلامي ليسمعوا منه المستجدات حول شكل التعامل الأمريكي مع الأمة في المرحلة القادمة. تلتها عملية تفكيك العقد الكأداء التي تواجه مشروع إنهاء الصراع العربي الصهيوني وتم تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة وذلك بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهكذا أُزيلت أشد العقد على الإطلاق أمام وضع صفقة القرن موضع التنفيذ الفعلي على أرض الواقع وإنجاحها.
ثم توالت الاستعدادات في المنطقة وتضمنت تحديدات في الجغرافيا والمشروعات والسياسة والجز في البحر الأحمر وعقد الاتفاقيات البينية بين بعض الدول العربية وذلك لتمهيد المسرح للتطورات القادمة ذات العلاقة بالبدء بتنفيذ الصفقة بمجرد الإعلان عنها.
ترافق ذلك مع توجيه البوصلة بشكل ممنهج إلى إيران كعدو استراتيجي للتحالفات الجديدة وذلك بخلق حالة ضخمة من “التكشير” والوعيد وذلك لتخويفها وإجبارها على الابتعاد ولمنعها مستقبلا من التأثير على المعطيات الخاصة بصفقة القرن إذا فكرت بذلك.
أما تركيا فقد اقتيدت إلى المستنقع الكردي المدعوم بقوة من أمريكا في شمال وشرق سوريا مما سيشغلها لسنوات طويلة قادمة عن ممارسة تأثيراً مضاداً لمشروع صفقة القرن.. فكانت عفرين البداية وستتبعها العديد من المواقع التي ستستنزف تركيا عسكريا وسياسيا وتحول دون ممارستها لأي دور فاعل في التطورات الناتجة عن الإعلان عن صفقة القرن ومن ثم البدء بتنفيذها.
إجمالا، كان الله بالعون..!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/03/11