علي الجحلي

عادت حالات الكورونا للانتشار وهناك حيرة بين الناس عن المسؤول، أقرأ أحيانا معلومات تنشرها وزارة الزراعة ثم أفاجأ بمعلومات من وزارة الصحة. المهم أن الصحة تتحدث عن عودة انتشار المرض، ولم أجد كثيرا مما تمارسه الوزارة في سبيل منع هذا الانتشار.

حجم التوعية والاهتمام الذي نبحث عنه لا يزال بحكم المفقود وهو ما يجعل مزيدا من الإصابات تنتشر. تحذير الوزارة يجعلها في موقف جديد يستدعي عملية إعادة نظر واسعة في الأمر، فإما أن تكون هي المسؤولة عن المكافحة والتوعية وإما أن تكون وزارة الزراعة هي المسؤولة، لكن الأهم هو المواطن الذي لا يعلم من أين يستقي المعلومات ولمن يتجه للتعرف على معلومات عن المرض وكيفية التعامل معه.

يمكن أن تتعاون الوزارتان في مجهود موحد عن طريق قوة تدخل منضبطة ومؤسسة وواضحة المسؤوليات ولها الصلاحيات اللازمة لتحقيق نجاح في التفاعل مع مرض كهذا، رغم أنه كان في عداد المنتهي خلال الفترة السابقة ولنتعلم من السوابق في المجال، فالتزام جهة موحدة بالتعامل مع الوضع وتقديم الكم الكافي من الدعم لها والاهتمام بالأمر بالقدر الذي يستحقه ومن كل المستويات كفيل بتوعية الناس وإخراج الموضوع من دائرة بسيطة إلى دوائر أشمل لحماية أرواح الناس.

يأتي في السياق المفهوم العام للتوعية بالمخاطر وطرق التعامل مع مختلف الأحداث التي يمكن أن تؤثر في المجتمع، ومنها الممارسات الخاطئة في الزراعة والصناعة واستخدام المواد الخطرة التي لا بد من حظرها وإيقاف انتشارها بين مؤسسات القطاع الخاص.

هذه الإشكالية التي يعانيها الجميع وتجد قليلا من الاهتمام في مجال التوعية الصحية والمجتمعية بحاجة لأن تتحول إلى هم أساس لمسؤولي البيئة والصحة. هذا يدعم مقترحي الأساس أن تكون هناك قوة متجانسة من مجموعة وزارات للوفاء بالتزامات الحماية المدنية سواء كانت المخاطر بيئية أو صحية أو صناعية.

هنا تتحول جميع الجهود الفردية إلى عمل جماعي كفء يسهم في تنظيم وتأسيس قيم جديدة لدى كل المتعاملين فيما يهم ويؤثر في المواطنين بشكل عام. يأتي معها – بالضرورة - الاستفادة من إمكانات التوعية المدرسية التي تسمح للطلاب بأن يكونوا سفراء للجهات الحامية للمجتمع من خلال تشجيع كل المبادرات التي تحفز الطلبة للتعاون معها. بهذه المنظومة المتكاملة نستطيع أن نكتشف المشكلات ونحمي المجتمع منها قبل أن تنتشر وتصبح في حكم الأمر الواقع.

صحيفة الاقتصادية