ستبقى فلسطين فلسطين..
طلال سلمان
الإنسان ابن الأرض، فإذا ما حرم من أرضه “ألغي” و”شطب” من قائمة الأحياء: من له الحق بشطب ابن التاريخ وأبوه وحذف انتمائه إلى أرضه المباركة، منطلق الأديان السماوية ومرجعها، مهده وكنيسته الأولى ومسجده الأقصى ومسرى نبيه “لكي يلقاه نزلة أخرى”؟
من يستطيع تزوير التاريخ الإنساني جميعا، ويحل الطارئ الذي غصب الأرض بالذهب والخديعة والسلاح محل ابن الأرض، فلاحها، زارع الزيتون والتين والعنب والياسمين فيها، مقاتل الغزاة والطارئين..
لقد سبق أن جاءها غزاة يرفعون الصليب زوراً وبهتانا وما هم بمؤمنين.. فاحتلوا بالقوة والشعار الديني المزور، واعملوا السيف في أهل السيد المسيح وذريته الصالحة والمؤمنين الآخرين.. وتكررت حملاتهم الاستعمارية المقنعة بالصليب، واقتتلوا في ما بينهم على الأرض المقدسة، بكنائسها والمساجد، وآثار السلف الصالح..
لكنهم لم يصيروا أهلهم، ولا هم استطاعوا مصادرة السيد المسيح ووالدته السيدة العذراء مريم، ولا المسجد الأقصى ولا قبة الصخرة حيث صلى عمر.
ولن يصير الإسرائيليون المعاصرون وهم المستعمرون الجدد أهل للأرض، ولن تصير الأرض أرضهم، ولن يرثوا السيد المسيح الذي صلبوه أو شبه لهم،
ستبقى فلسطين فلسطين، وستبقى لأهلها الذين كانوا على الدوام أهلها وسيظلون على مر التاريخ أهلها..
ومن يعش يرَ…
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/04/01