المجلس البلدي بجدة أعجوبة القرن
قينان الغامدي
اقرؤوا اسمعوا شاهدوا استمتعوا بهذا الخبر (التحفة) المنشور في معظم الصحف يوم 7 يناير الجاري، عن المجلس البلدي بجدة، نعم بجدة غير، وليس في قندهار طالبان، ولا في رقة ولا موصل داعش، بل في عروس البحر الأحمر التي عرفت الانفتاح الإنساني الذي يؤيده ويدعمه الإسلام قبل أن يولد أجداد أجداد أعضاء المجلس البلدي بجدة، والآن استمتعوا بالخبر (المسخرة) الذي تكرر مرة ثانية أمس في صحيفة (عكاظ)، وكلا الخبرين ينبعان من (تطرف وجهل واحد):
(انتهى الاجتماع الأول للمجلس البلدي بجدة بنتائج حسمتها المرأة لمصلحتها بالصراخ لانتزاع حقوقها في المشاركة المجتمعية مساوية للرجل، إذ شهد الاجتماع تأخراً لنحو الساعة بسبب إصرار السيدتين العضوتين في المجلس على الجلوس على طاولة واحدة مع الأعضاء الذكور، رافضات الجلوس في مكاتب خلف حائط زجاجي يحجب النساء عن طاولة الاجتماعات الرئيسة التي يجلس عليها الرجال، وأصرتا على الجلوس على الطاولة نفسها، وهو ما حصل فعلا بعد تدخل العقلاء في المجلس الجديد بتقديم حل وسط يرضي الطرفين.
وكاد الاجتماع الأول يلغى، بسبب الفوضى والصراخ بين الأعضاء بسبب مشاركة النساء، إذ كان من المقرر أن يبدأ الاجتماع عند الساعة الثانية ظهر أمس، إلا أن اعتراض السيدتين "لمى السليمان ورشا حفظي" على عقد الاجتماع وهما محجوبتان خلف حائط زجاجي معتم، أخر بدء الاجتماع ليبدأ عند الساعة الثالثة مساء، بعد أن تطور الاعتراض والنقاش إلى صراخ وتبادل للاتهامات، إذ أصر أكثر من عشرة من الأعضاء الجدد على ألا تجلس السيدات معهم على طاولة اجتماع واحدة، وسط جو مشحون ومليء بالصراخ استمر قرابة الساعة، مما استدعى أيضا تدخل الإداريين في مقر المجلس وبقية الأعضاء وأمانة المجلس لفض الاشتباك اللفظي بينهم.
وساقت السيدات عددا من الأمثلة الحية التي شاركت فيها المرأة الرجل على الطاولة نفسها، مثل مجلس الشورى ومجالس الغرف التجارية وعدد من الأندية واجتماعات الجامعات واللجان العلمية) انتهى الخبر.
هل أقول وا خجلاه، هل أقول وا جدة، هل أقول وا رموز التنوير منذ العواد إلى الطيب إلى بافقيه حسين إلى أحمد عدنان إلى الشبيبة النابتة على هذا التراث العظيم الضخم، هل أقول وا لهفاه على أيام الطنطاوي والزيدان والمسند، هل أقول وا حر قلباه يا وطني الذي أصبحت مطية للمزايدين على الدين والوطنية، هل أقول يا لهوي على زمن الفن الجميل والعبادة النظيفة البريئة، هل أقول وا وطناه كيف دجنك واختطفك السروريون وجعلوك أداة لمصادرة كل صوت أو فعل فاضح لهم!!!؟
ليتني أستطيع هذا الصراخ، لكن إخواننا في المجلس البلدي بجدة، يستحقون وساما معتبرا، لأنهم أصروا على مبدئهم، وجهالتهم الواضحة، وإلا كيف ينتخب أهل جدة سيدتين فاضلتين، ثم يأتي من يسعون إلى منعهن من حضور الاجتماع، هل من المعقول أن سيدتين فاضلتين وهما زوجتان وأمان لنساء ورجال، ويظهرن وظهرن على شاشات القنوات الفضائية عشرات المرات، هل من المعقول أو المقبول أو مما يمكن تصديقه أن يأتي من يمنعهن من اجتماع رسمي للمجلس بحجة الاختلاط!!
يا صغر عقلك ويا جهلك بالدين والأخلاق والعرف يا من تظن أن أمك أو أختك أو ابنتك ستفرط في شرفها متى ما اختلطت بالرجال! أنت فعلا سخيف ولا تعرف الدين مطلقا! بل أنت لا تعرف أي دين وأي أخلاق وأي أعراف، أنت لست حيا أنت جثة تتحرك فقط!
الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/01/22