معالجة قضية الجرب بأسلوب «التبريد»
سعيد السريحي
الجرب ليس بالمرض الخطير، ذلك ما يقوله الأطباء، وتلك هي الإجابة التي يعوّل عليها بعض المسؤولين من أجل «تبريد» قضية انتشار الجرب في المدارس بعد أن أصبحت قضية رأي عام، الجرب ليس مرضا خطيرا، هذا صحيح، فكما كان يصيب أغنام وبعارين أجدادنا غدا يصيب أبناءنا وبناتنا، والفرق بين هؤلاء وأولئك لا يبدو كبيرا في نظر من يحاولون التبسيط مما يحدث حتى عن لبعضهم أن ينصح آباء وأمهات المصابين باستخدام القطران، الذي ثبتت جدواه في معالجة الأغنام والإبل الجرباء!!!!
الجرب ليس بالمرض الخطير، ولكن الأمر الخطير أن يظهر هذا المرض الذي يعد علامة على تخلفٍ لا يليق بوطن يستجمع كل قواه لمواجهة التحديات ويستشرف آفاق مستقبلٍ يضعه على عتبة واحدة مع دول العالم الأول، وأن يكون انتشار هذا المرض في المدارس التي ينبغي لها أن تكون البيت المثالي للطلاب والطالبات لا يحميهم من الأمراض والأوبئة فحسب بل يعلمهم كيف تتحول بيوتهم وأحياؤهم إلى بيئات صحية سليمة من الأوبئة نقية من الأمراض. الأمر الخطير هو أن يخرج الطفل من بيته سليما معافى ويعود إلى بيته أجرب ثم يقلب أبواه أيديهم في حيرة: أرسلناه لتلقي العلم وليس لتلقي العدوى ونقلها إلينا.
الخطير أن يبدأ الجرب من مدرسة ثم تنفلت جرثومته في بقية المدارس، وأن يظهر في حي ثم تصاب به بقية الأحياء، وأن تعاني منه مدينة ثم تنتقل معاناته إلى بقية المدن، فإذا اشتد عود المرض أخذ «يسرح ويمرح والطرف يجرح»، كما تقول الأغنية، في بقية المناطق.
الجرب الظاهر ليس خطيرا ولكن الجرب المستتر والمتمثل في عجز كثير من الجهات، وعلى رأسها وزارة التعليم، عن القيام بواجبها وتوفير وسائل الحماية هو المرض الخطير الذي لا تشفي منه نصائح الأطباء، ولا تفيد معه محاولات بعض المسؤولين «تبريد» القضية بعد أن أصبحت قضية رأي عام.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2018/04/08