آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد عبدالقادر محمود المهندس
عن الكاتب :
خريج كلية العلوم - جامعة الملك سعود 1970, ثم حصل على الماجستير ثم الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة مانشستر 1977. عمل معيداً بقسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود 1970 , ثم وكيلاً لعمادة شؤون الطلبة, كما عمل أستاذاً مساعداً فمشاركاً, وعين أستاذاً عام 1992. عضو في عدد من الجمعيات العلمية العالمية والمحلية, وفي النادي الأدبي بالرياض.. كاتب ومؤلف.

التفكير الإبداعي ودور الأسرة


د. أحمد المهندس

اهتم الإنسان بالإبداع منذ أكثر من عشرين قرنا، حيث قدم الفيلسوف سقراط مفهومه للإبداع، بأنه إلهام من وحي الإله، وفي القرن التاسع عشر تبلورت فكرة الإبداع بأنه يأتي من عقل الإنسان ومن المظاهر السلوكية له، وأصبح الإبداع في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين أحد أبرز اهتمامات العلماء والباحثين، ويعود ذلك إلى ثورة المعلومات والاتصالات وتطور التقنية وتضاعف المعرفة بشكل مذهل، والرغبة في إيجاد حلول إبداعية.

وتبدو أهمية الإبداع واضحة في مواجهة المشكلات المعاصرة التي تهدد الإنسان في قدرته على التكيف في حياته وفي تعامله مع البيئة المحيطة، وكثير من المشكلات التي يقابلها الإنسان هي مشكلات غير تقليدية، وتحتاج إلى مزيد من الحلول الإبداعية؛ ولذلك فإن للجهات المسؤولة وخاصة المؤسسات التربوية بالإضافة إلى الأسرة دور كبير في العناية بالإبداع من خلال المناهج وطرائق التدريس والوسائل التي تستخدم في تنشئة الأطفال لمواجهة التحديات التي لا يمكن إيجاد حلول لها بالطرق التقليدية.

ومن أجل إعداد أفراد يمتازون بالفكر القادر على الإنتاج الجديد والذي تتطلبه التنمية الشاملة في القرن الحادي والعشرين، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، فإننا بحاجة إلى مزيد من استراتيجيات التربية والتعليم والتعلم. والتفكير الإبداعي هو نشاط عقلي هادف، للبحث عن حلول لم تكن معروفة من قبل.

ويتميز هذا التفكير بأنه شامل وينطوي على عناصر معرفية وأخلاقية وانفعالية متداخلة تشكل حالة ذهنية مميزة. ويحتوي هذا التفكير على مجموعة من العناصر أو المهارات مثل المرونة والطلاقة والأصالة والإلمام بالتفاصيل. والبيئة الأسرية هي البيئة الأساسية والأولى في حياة الإنسان. وعن طريق هذه البيئة يحصل الإنسان على قيمه ومعتقداته ويكتسب عاداته وأنماط سلوكه من خلال أفراد الأسرة.

وهناك نماذج مختلفة للأسرة، منها الأسرة المتسامحة المرنة التي تعامل أفرادها بتسامح ومرونة واحترام، وتقوم بتهيئة المناخ المناسب لاستثارة العمليات العقلية، وصقل الجوانب الاجتماعية،ومنها الأسرة التي تعود أبناءها على الحلول الجاهزة في كل ما يواجههم من مشكلات، ولا تحفزهم على البحث عن أفكار أو خبرات جديدة، ودور الوالدين مهم جداً في التربية الإبداعية، حيث تقوم الأم بدور حيوي ومهم؛ وعلى مدى قوة هذا الدور تتحدد كثير من قدرات الطفل الإبداعية، ومنها قدرته على التفكير الإبداعي، والأم والأب مصدر خبرة للطفل، بل إن الأم تمثل وعاء الخبرة الأساسي في الطفولة المبكرة.

ويمكن تحديد أهم خصائص المناخ الأسري الذي يساعد على التفكير الإبداعي في:

التركيز على تنمية حب الاستطلاع عند الطفل، تشجيعه على التفاعل مع البيئة المحيطة، تقديم المثيرات التي تتيح للطفل فرص الإبداع، استخدام أسلوب الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة، البعد عن الأساليب القمعية في توجيه الطفل.. وتمثل المدرسة المرتبة الثانية بعد الأسرة، لكنها تختلف عنها في أنها مجتمع أكثر اتساعاً وأكثر تعقيداً.. ولهذا حديث آخر.

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2018/04/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد