آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قينان الغامدي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

بين غروبي البحر والعمر: خالد الفيصل لا يرضى ولن يسمح!!


قينان الغامدي

كان صوته مخنوقا بنهر دموع، ولهذا لم أفهم منه ما يريد، فقلت له اهدأ قليلا وأكتب ما تريد، وهو صحفي بديع وكاتب متميز، ومثقف رفيع المستوى، لكن الموقف الذي كان فيه شقيقه (السبعيني) خنقه بعبرة لم يستطع كبحها حين اتصل بي، لكنه هدأ وكتب، ما يلي:

(رأيت في عينيه بريق أمل، وفي صوته رباطة جأش ناوشتها عبرة سبعيني عابرة، حين قال لي من خلف قضبان توقيف شرطة إحدى محافظات مكة المكرمة "الحمد لله يا أخي على كل حال"، ثم اقترب قليلا وقال "لو علم ابن فيصل لن يتركني، ومثلما أنني لن أقبل أن يصدق ضعاف النفوس أن احترامي لرجل الأمن قيمته "قسيمة مرورية"، فإن خالد الفيصل لم ولن يسمح بخذوه فغلوه).

"ماذا جرى؟" سألته حينها، قبل أن أطلع على بعض الأمر في فرع هيئة التحقيق والادعاء، فأجاب "أردت استثمار أسبوع إجازة منتصف العام وأذهب بالعائلة هربا من برد الجبال إلى شواطئ الدفء، وعلى الكورنيش، وقبل أن ننصرف أخطأ الابن وصعد بالسيارة تحت المظلة التي نجلس عندها، فتوقفت دورية أمنية، وطلبت تحريك السيارة، فقال له ابني أبشر، نحن منصرفون، اسمح لي بدقائق لأرفع الفرش، فرفض واستمر الجدال، وللأسف غضبت من إصراره على تحريك السيارة، فضلا عن كتابة قسيمة مخالفة" لم يكمل أخي لأن جندي التوقيف قال لي بلطف شديد وقتك انتهى.

تطورات الأمر لا يمكن تصورها، فشقيقي السبعيني الذي لم يدخل توقيف شرطة في حياته، فعلها أخيرا وهو موقوف منذ الأربعاء قبل الماضي، بتهمة رشوة رجل الأمن، إذ إنه عقب الجدل كتب محضرا ورد فيه "وضع المواطن يده على محفظته وقال سأدفع قيمة القسيمة، فتركته وركبت الدورية".

قالوا لي إن أخي سيبقى في حجز الشرطة، حتى ترفع القضية للمحكمة، ثم سيحال إلى السجن ريثما تنتهي المحاكمة، حاولت لأجل شيبته إطلاق سراحه بكفالة فرفضوا.

هل ألوم رجل الأمن على عدم استشعاره خطورة تفسيره لكلام سبعيني يعيش تلك اللحظة بين غروبي البحر والعمر؟

مهما بدا كلامي غريبا، فأنا ألوم أخي الذي قطع كل تلك المسافة من أحضان الجبال برفقة عائلته دون أن يخبرهم أنه سيعرض رشوة على رجل أمن في شاطئ تلك المحافظة الفاتنة الجميلة في أعيننا باستثناء سبعيني محتجز في شرطتها.

الملحوظة المفارقة؛ أن رجل الأمن أبدى لي تعاطفه الشديد مع أخي بقوله "كتبت في التحقيق أنني لا أريد ظلم أخيك، ولا أدري عن نيته، حين بدر منه ما بدر" واتحفني بقوله "لو عاد بي الزمن لعصر الأربعاء قبل الماضي ما كنت لأكتب المحضر" انتهى.

   بعد قراءة رسالته أجريت اتصالاتي بمن أعرف في تلك المحافظة، وعرفت أن هناك كبار مسؤولين تدخلوا، لأن القضية يستحيل أن تكون رشوة مطلقا، ومن غير المعقول أن تقدم الرشوة علنا وبهذه الطريقة، لكن كل المحاولات فشلت، لأن قائد الدوريات في المحافظة، ومدير هيئة التحقيق والادعاء أصرا على معاقبته، واتهامه، لماذا أصرا؟! لا أدري، لكنني متأكد أن مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، هو الوحيد الذي يستطيع أن يعرف، وهو القادر بأن يضرب بسيف سلمان العدل، ويحقق الإنصاف، فمثل هذا الأمر لن يسكت عنه خالد الفيصل، وهو أصلا لا يقبله، مثلما أنه لا تأخذه في الحق لومة لائم، وهذا ديدن رجال سلمان بن عبدالعزيز، في كل المناطق والمحافظات، فالمواطن أولا وثانيا وعاشرا، وبشكل شامل لكل شؤونه وحاجاته، والعدل في مقدمتها.

الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/01/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد