متى سيتعلم العرب من الكوريتين؟
د. علي الهيل
عندما طالب الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) كوريا الجنوبية بدفع مليار دولار لبلاده مقابل ما وصفه بحماية أمريكا لكوريا الجنوبية؛ إندلعت المظاهرات في شوارع (سول.) رفضت الجماهير الكورية الجنوبية مثل هذا المنطق التجاري من قِبل الرئيس الأمريكي الذي يتعامل مع حلفائه بعقلية رجل الأعمال، خارقاً كل طقوس الرئاسة الأمريكية منذ الآباء المؤسسين إلى عهد الرئيس السابق (باراك أوباما).
كانت تلك؛ البذرة التي نمت بمعزل عن الضغوطات الأمريكية وبتشجيع من الصين وروسيا إلى أن حدث لقاء القمة في (بيونغ يانغ) بين الرئيسين الكوريين. أدركت الدولتان أن أمريكا لن تنفعهما وأن لا مناص من اللقاءات المباشرة والسعي في اتجاه الوحدة بين أبناء الدم الواحد. ما من شك أن عامل الديمقراطية ورئيس منتخب من الشعب مباشرة قطع الطريق على الرئيس الأمريكي رجل الأعمال أن يبتز كوريا الجنوبية.
أما العرب فقد اخترقهم رجل الأعمال الرئيس الأمريكي لأن حكوماتهم ليست منتخبة ولأن الشعب لا يستطيع أن ينفجر في الشوارع ليقول لحكومته لا للابتزاز. هو الآن يسعى ليسترد من حكومات العرب ما زعم أنها سبعة تريليونات دولار دفعتها أمريكا عبر عشرات السنين لحماية الحكومات من الشعوب. لم يكفِ الرئيس رجل الأعمال ما ابتزه حتى الآن وهو يفوق التريليون تحت دعاوى شراء السلاح وأشياء أخرى. إنه يتعامل مع الحكومات العربية على أنها أبقار حلوبة لأمريكا. إذن الحل هو في ربط الشعوب بالحكومات عن طريق تطبيع الديمقراطية
فمتى سيتعلم العرب من كوريا الجنوبية والشمالية أو على الأقل من إيران؟
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/05/01