فرنسا دو فيلبان وفرنسا “توني بلير” الجديد!
د. نبيل نايلي
“بالمناسبة، سأخلّصك من هذه القطعة الصغيرة من القشرة.. يجب أن نجعله مثاليا. إنه مثالي الآن.. الآن أصبحت صبيا مهندما، فلتأكل جيدا يا صغيري، وأطع والدتك حتى تكبر وتصبح قويا”! الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نظيره الفرنسي.
في كلمته أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي بمجلسيه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على:
– “أنّ بلاده والولايات المتحدة يقفان اليوم معا في سوريا ودول الساحل لمحاربة التنظيمات الإرهابية”،
-“أن باريس وواشنطن تعملان سويا على حلّ إنساني وسياسي في سوريا”،
-“بناء سلام دائم في سوريا الموحدة أمر ضروري”،
-“بلاده وواشنطن دفعتا ثمنا باهظا من أجل الحرية ولذلك نقف معا في سوريا لمحاربة الإرهاب”،
-“أنه لا يمكن أبدا نسيان الضحايا الأبرياء في هجمات 11 سبتمبر 2001 وكذلك الهجمات الإرهابية في فرنسا وأوروبا”،
-“ألا ينبغي الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران ما لم يكن هناك بديل متين له”،
-“يجب الحفاظ على المؤسسات الدولية حتى لا يتم تقويض النظام الليبرالي”،
-وختم باللازمة إياها “على الولايات المتحدة أن تلعب دورها الحاسم في الحفاظ على العالم الحر.”
بين كلمة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان بخصوص الحرب على العراق، التي قوبلت بتصفيق حار في مجلس الأمن، والتي جاء فيها: “إنّ اللّجوء المبكّر للخيار العسكري ستكون له عواقب وخيمة على البشر والمنطقة وعلى الاستقرار الدولي ولذلك لا يجب التفكير فيه إلاّ كحلّ أخير” مشيرا إلى “البلد العتيق الذي هو فرنسا في قارة عتيقة كقارتي أوروبا التي تتقدّم واقفة بمواجهة التاريخ وأمام الرجال” وكلمة “بلير” فرنسا الجديد سنوات ضوئية تختزل فعلا حالة الانحدار والتبعية والدونية التي آلت الأمور!
أ بهكذا سياسات يحلم ماكرون أن يجعل لفرنسا موقعا بين الأمم المتنفّذة؟ هل يعتقد للحظة أن ترامب اهتم كثيرا لهذا التملّق؟..هزلت!
الاستراتيجي المعروف ومستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر، زبيغنيو بريجنسكي، Zbigniew Brzezinski، لا شكّ يتململ في قبره سعادة لدعوة ماكرون “الولايات المتحدة أن تلعب دورها الحاسم في الحفاظ على العالم الحر”، خصوصا وقد خلص في الإجابة عن سؤال: “كيف سيكون شكل العالم في ظل ّ الانحدار الأميركي اليوم؟” إلى أنّه: “في ظلّ غياب قوة أخرى جاهزة للعب دور الولايات المتحدة، كما يعتقد، فإن “السيناريو الأرجح هو الدخول في حقبة طويلة من الاصطفافات غير المحسومة التي تجمع القوى الإقليمية والعالمية على السواء، لن يكون فيها فائزون كبار بل خاسرون كثر”!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/05/02