أوقفوا بث الكراهية إن كنتم تريدون لهذا الوطن العافية
هاني الفردان
مشاريع كثيرة طرحت بهدف إخراج البلاد من أزمتها السياسية الخانقة والممتدة منذ فبراير/ شباط 2011 حتى يومنا هذا، لم تجد طريقها بعد إلى نهاية في ظل وجود "متربصين" و"مقتاتين" ومن هم يعيشون على الأزمات وصناع "الكراهية".
هناك من همه فقط "الاسترزاق" من وراء إطالة أمد الأزمة الحالية، والبحث عن مكاسبه الشخصية في الإطار الضيق، والأوسع لدائرته المقربة وانتماءاته.
الحديث عن الإرباكات السياسية بشأن "خطاب الكراهية" و"التوتر الطائفي"، قد يوصف على أنه نتيجة أخطاء استراتيجية في قراءة تداعيات توصيف المشهد البحريني سواء كان "طائفياً" أم "سياسياً" أو حتى "إرهابياً".
مؤخراً، ونتاجاً للأوضاع السياسية، ووجود البيئة المناسبة التي تقتات عليها طفيليات المجتمع، عادت تلك الطفيليات للتكاثر من جديد، ولممارسة دورها القديم في التحريض الطائفي والوشاية والاصطياد في الماء العكر.
حوادث الوشاية وصناعة الكراهية، والاصطياد "الطائفي" ليست فريدة من نوعها، فقد سمعنا خلال السنوات الماضية الكثير من صورها المتنوعة، وقصصها المتعددة، التي لم تقتصر على مكان معين أو حدث؛ حتى طالت أهازيج تراثية!
"عطسة" أحد من المختلفين معهم ستفسر على أنها "إساءة"، أو أن يهمس في هاتفه، حتى قيل أنه قد يخطط لأمر سيئ، أو أن يغلق درج مكتبه في عمله حتى تنسج المخيلات والهرطقات لاحتمال تحويل المكتب لمخزن لمواد مشبوهة، وما كان طفل يلهو في الفسحة بقنينة ماء بلاستيكية، حتى قيل أن المدرسة تحوّلت لساحة تدريب إرهابية، يتعلم فيها الأطفال فنون القتال ورمي القنابل العنقودية والجرثومية، وقد تصل للنووية في المستقبل القريب، وسيتهم من ينتقد تلك التأويلات على أنه داعم لـ"الإرهاب"!
"صناعة الكراهية" و"المعارك الطائفية" التي نشهدها حقيقة موجودة يقودها مرضى نفسيون وطفيليات مجتمعية تقتات على جثث ضحاياها، تتكاثر عندما يفسح لها المجال، وعندما يغض البصر عنها فيكثر نعيقها كالغربان.
من أجل هذا الوطن بكل مكوناته وتشكيلاته، أوقفوا صناع "الكراهية" إن كنتم تريدون لهذا الوطن العافية.
صوت المنامة.
أضيف بتاريخ :2018/05/05