تجوري الحكومة.. لا يعرف الترشيد
يوسف الشهاب
حكومتنا.. الله يبارك فيها.. لا هم لها هذه الأيام سوى تخروعتنا بالعجز وطلابة العجز وإصدار الصكوك والاقتراض، وكل سبيل يؤدي إلى سد العجز.. ما دام الباب الذي يأتيك منه الريح سده وأستريح، مع أن انخفاض أسعار النفط لا يجعل الحكومة تستريح، وهو المؤدي إلى العجز الذي تقول عنه.
نحن مع الحكومة في اسطوانة العجز، رغم أن تقارير صندوق النقد الدولي تعطي اقتصادنا درجة جيد جداً ولا نقول امتيازا مع مرتبة الشرف الأولى أو الثانية.. يا فرحتنا التي لا نعرف التعامل معها حتى في هذه الظروف التي تقول عنها الحكومة وتشتكي منها بالعجز، وهي التي لا تعرف طريق الترشيد ولا حتى تفكر فيه وتأخذ بتطبيقه إن إرادته عنواناً بارزاً وصادقاً في تعاملها مع هذه الظروف الاستثنائية على أقل تقدير.
لا نريد أن نذهب بعيداً في قضايا الإسراف والهدر الحكومي الذي كما يبدو صار طريقاً إلى الترشيد في نظرها، وإلا ما قصة هذه الملايين لمناقصات يمكن الاستغناء عنها أو تأخيرها قليلاً على الأقل، هل هي مسألة تنفيع على حساب العجز، أم أن اسطوانة العجز لا وجود لها لدى الحكومة؟ ثم ما حكاية تجديد أرصفة وسفلتت الشوارع وهي صالحة وأكثر من صالحة للاستعمال؟ أليس ذلك أخذا بالتنفيع؟ وتعالوا نسألكم يا حكومة ماذا عن امتيازات القيادات بالوظائف والمهمات الرسمية والتبرعات التي تذهب يميناً ويساراً لدول لا تعرفنا ولم تقف معنا حتى في أحلك الظروف؟ هذا إلى جانب التبرعات لهيئات خارجية لا علاقة لنا معها قريباً أو بعيداً، كل هذا وغيره من المسؤول عنه؟ أليست حكومتنا الرشيدة التي كما يبدو على غير قناعة بالعجز رغم شكواها منه وتحذيرنا من العواقب؟
لو كانت جادة بالأمر وعازمة على شد الحزام على بطنها لمواجهة ظروف المستقبل وما قد يصل إليه سعر النفط من انخفاض لما رأينا هذا الهدر بالأموال التي تصل بالملايين وعلى حساب خزينة الدولة، وكأن سعر النفط اليوم في العلالي وعوائده فائضة علينا.. ولا نشتكي من أي عجز.
فرض أي رسوم على المواطن أمر مرفوض، ما دامت الحكومة لا تعرف الترشيد في مشاريعها ولا في إنفاقها على قياداتها الوظيفية ومرفوضة هذه الرسوم ما دامت أكرم من حاتم في توزيع التبرعات الخارجية وبناء طرقات ومساكن ومشاريع لدول أخرى، بينما نحن نعاني من ميزانيات بالإسكان والكهرباء والتعليم والصحة.
يا حكومة إذا أردت من المواطن أن يطاع فاطلبي المستطاع منه بعد أن يكون التطبيق على الإنفاق الذي نراه من خزينة الدولة، ومن غير المعقول أن يشد المواطن الحزام على البطن بينما حزام الحكومة مفتوح يغدق الملايين من دون حساب ولا حدود.
***
نغزة
كيف تطلب الحكومة من المواطن ضرورة ترشيد الإنفاق وتهدده بفرض الرسوم لمواجهة العجز، وهي بالمقابل لا تتوقف عن سباق المناقصات بالملايين هذه الأيام وعلى مشاريع ثانوية؟!.. إذا أرادت أن تطاع فعليها أن تطلب المستطاع.. طال عمرك.
القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/01/27