نحن «إعلام لا يستحي»
د. صالح بن ناصر الحمادي
نحن "إعلام لا يستحي" كم طبلت معكم للرموز الشرفية؟ وللرؤساء الشرفاء المنزهين عن دنس الدنيا وفيض وسخها.؟
نحن "إعلام لا يستحي" كم نسجت معكم قافية طبلتي وجعلتها تصدح بأناشيد المساء وتغاريد الصبح؟ وكم لمعت معكم الرموز الذين أوهمونا بأنهم حراس الفضيلة؟
نحن "إعلام لا يستحي" كتبنا نوتة الميزانية المفتوحة التي كشفت تسديد 80 % من الصفعات للبحاثين عن رغيف الخبز ولم يتبقَ إلا 20 % بل أقل بكثير.
نحن "إعلام لا يستحي" عزفنا للإدارة المثالية فظهرت 170 مليون ريال مفقودة.. مفقودة يا قارئة الفنجان في بحر لُجي.
نحن "إعلام لا يستحي" تلذذنا بلزمة "سنسجل ونسجل ونسجل" ولم نتوارَ خجلاً من بجاحتنا فضائياً ومن دغدغتنا لعواطف المغلوبين على أمرهم تويترياً.
نحن "إعلام لا يستحي" قاعدتنا نميل حيث يميل الهوى ومن أخذ أمنا فهو عمنا، نقف مع الرئيس الجديد مهما كانت هفواته، وننسى المغادر مهما كانت نجاحاته، لأننا مع هذا وذاك مجرد أبواق.
نحن "إعلام لا يستحي" نبايع الجديد ونبروز له الباب والسور والحارس، ونزخرف له كرسيه الوثير بالقول المعسول، ونتراقص طرباً على الحبلين، لأننا نسينا مبادئنا وقيمنا.
نحن "إعلام لا يستحي" ندوس على شرف القيم ونتجاهل ناموس الحياة في هذه الدنيا الفانية التي لا تساوي عند رب العزة والجلال جناح بعوضة.
نحن "إعلام لا يستحي" شاركنا في ذبح مبادئ الرياضة من الوريد إلى الوريد، نطبق الأنظمة على الأندية الصغيرة ونوجد ألف عذر وألف مخرج للأندية الكبيرة، نكافح عن مجاهرة القوة ونتغاضى عن مصيبة الضعيف.
نحن "إعلام لا يستحي" انشقحنا طواعية مع الذين منحوا الرخصة الآسيوية لهذا من دون ذاك بطريقة "سكتم بكتم" التي قسمتنا إلى فسطاطين فجلد الاتحاد الآسيوي اتحادنا الموقر لأننا ارتضينا العينة وأذناب البقر.
نحن "إعلام لا يستحي" لأننا ساهمنا في قتل القتيل ومشينا في جنازته جنب حيط النفاق برؤوس حاسرة، وصدور عارية.
نحن "إعلام لا يستحي" نحن شاركنا بطوعنا في حفلة اللصوص!!
صحيفة الرياض.
أضيف بتاريخ :2018/05/08
