فئران البنوك
محمد علوان
لن أقف له احتراماً.. بل أنحني له تبجيلاً فهو بالكاد تلاحق حركته، ولن يبصر الكثيرون ذهابه ومجيئه إلا بلمح البصر، وهو سارق محترف وفاسد في السابق واللاحق، تعودنا على رؤيته في كل مكان حتى في جهاز التلفزيون، إنه فأر البنوك الذي تسلل إلى أحد رموز الرأسمالية وأقصد به (البنك)، بطبيعة الحال لم يهتم به أحد من مدير البنك إلى الحراس الذين على بابه، ولم يخطر على بال أحد أن يعرف ما الذي يجول في خاطر هذا المخلوق، إلا أنه أظهر الوجه الآخر، وهو وجه الفساد والتخريب.
وهذا الفأر ركّز خبرة السنين على ألاّ ينكشف أمره، وهو نجم من نجوم التلفزيون، وبالتأكيد يرغب في تحسين صورته أمام الجماهير.
تفادى هذا الفاسد المفسد لغيره الوصول إلى سبائك الذهب، فليس له القدرة على ابتلاعها فتركها لغيره من الفاسدين أبناء آدم الذين نهبوا وينهبون مال الحكومة والذي هو مال الوطن والمواطن.
كما أنه لم يتجه إلى فئات الريال والخمسة والعشرة، ولا حتى فئة الخمسين أو المئة ريال بل ركز عبقريته على فئة (الخمس مئة ريال).
المبلغ لم يكن ذلك الهائل الذي تم تمزيقه، ولكن هناك غيره بالآلاف من الفاسدين الذين لا يرغبون في الظهور على شاشات التلفزيون.
العدالة ستأخذ مجراها التاريخي ونحن اليوم نعيش فرحة الأمل برؤية جديدة.
هذا الفأر ليس إلا رمزاً من رموز السراق الأكابر والمفسدين وأين؟ في وطنهم، هذا الوطن الذي منحهم كل شيء، هناك تقصير، هناك أخطاء، لا شك في ذلك وكل تنمية لها ضريبة، وكل عمل بالتأكيد له أخطاؤه وانحرافاته، ونحن بشر ولسنا ملائكة.. وسلامتكم.
صحيفة الرياض.
أضيف بتاريخ :2018/05/08