أبطال غزة هاشم ينازلون الكيان الصهيوني … فلسطين ستبقى القبلة الأولى للمقاومة والتحرير
أحمد عبد الباسط الرجوب
مسيرة العودة الكبرى المباركة التي انطلقت في 30 مارس / آذار الماضي لا زالت تلقي بظلالها على جانبي حدود الكيان المصطنعة وفي الداخل الفلسطيني في الضفة وعرب النكبة (48) ، ففي الجنوب حيث قطاع غزة الملتهب الذي لقن العدو الصهيوني درسا بأن هذا الشعب لا توقفه الكيانات المصطنعة في عزمه على مقاومة الاحتلال البغيض ووضع قادة العدو الصهيوني في إرباك وشلل تام وغير بعيد عن ذلك مسيرة العودة التي انطلقت من الاردن ولبنان المقاومة والتحرير إلى فلسطين التاريخية هذه المسيرات وجهت أنظار العالم أجمع عن أكبر حدث في تاريخ القضية الفلسطينية والذي بات واضحا للعيان ولكافة المراقبين بأن الشعب الفلسطيني وحده هو من يقرر الوقائع على الأرض مما يؤكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني مستمرة.
لقد برهنت مسيرات العودة من جهة شعبنا الفلسطيني وأهلنا في الأرض المحتلة رفضها للقرار الصادر عن الرئيس الأميركي بشأن اعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وكيف أن الصلف الصهيوني المدعوم بالقوة العارضة الأمريكية قرر الاحتفال بافتتاح سفارة الدولة الإرهابية الأولى في العالم والذي صادف مع الذكرى الـ 70 للنكبة في 15 أيار 1948.
إن ما يحصل في فلسطين وصل إلى نقطة لا يمكن السكوت عنها وأصبح الموقف العربي الرسمي على المحك وعليه أن يتحرك بقوة ومسؤولية مسجلا للتاريخ والأجيال الموقف القومي المنشود للوقوف في وجه هذا الصلف الصهيوني المتمترس خلف الإدارات الأمريكية التي لبست هذه الإدارات ثوب المسيحية الصهيونية وأضحت الشعارات والخطابات لا تفي بالغرض ولا تكفي لردع هذا الكيان الغاصب المحتل..
دولة الكيان الصهيوني لا تأبه للقرارات الدولية وتضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية، ودوما تصطنع أخذ المبادرات في المحافل الدولية بدعوتها إلى مشروع الدولتين ولكنها على الجانب الأخر تعمل على تهويد فلسطين وتدعم الاستيطان في فلسطين المحتلة حتى على الأراضي المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية وذلك عبر إنشاء المجمعات السكنية والمناطق الصناعية في الضفة الغربية والقدس وذلك بغطاء أميركي وصمت ومبالاة عربية إسلامية والاكتفاء بالإدانة والاستنكار وصف الكلام وكل ذلك مقابل إعطاء الشعب الفلسطيني نسبة بسيطة من الأرض لإقامة حكم ذاتي يكون تحت سلطة وولاية الكيان الإسرائيلي ، كما تقوم سلطات الاحتلال بوضع اليد على الأراضي الخاصة المملوكة من الفلسطينيين لأغراض عسكرية، والأخطر هو إجراءات الاحتلال بحق المباني والبيوت الفلسطينية عبر عمليات الهدم وجرف الأراضي الزراعية…
تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة باستشهاد أكثر من 60 فلسطينيا برصاص جيش الاحتلال الصهيوني على حدود قطاع غزة يوم الاثنين 14 مايو / أيار 2018 تزامنا مع تدشين السفارة الأميركية في القدس ، وعمدت بعض الدول إلى استدعاء السفراء الصهاينة احتجاجا على هذه المجزرة ، لقد تمادت هذه الدولة العنصرية باستخدامها للقوة المفرطة والإرهاب المنظم ” إرهاب الدولة ” بحق أبناء غزة ، وقد تناول هذا الجانب ” فيليب لوثر” ، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رداً على الأنباء التي تفيد بأن عشرات الفلسطينيين قد قُتلوا، وأصيب المئات بجروح على أيدي الغزاة الصهاينة خلال الاحتجاجات على طول السياج الذي يفصل غزة وقال “هذا مثال مروع آخر يستخدم فيه الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة والذخيرة الحية بطريقة تبعث على الأسى التام. فهذا انتهاك للمعايير الدولية، كما أنه ارتكب، في بعض الحالات، ما يبدو أنه أعمال قتل متعمد، تشكل جرائم حرب”.
وفي هذا الجانب فإننا نستنكر استمرار الصمت الدولي والعربي تجاه العدوان على غزة، هذا الصمت بغير المبرر والمفهوم تجاه استمرار الكيان الصهيوني المحتل الغاصب في مواصلة جرائمه ومجازره البشعة ضد المدنيين الأبرياء، لقد بات واضحا ولا يحتاج الى دليل وعلى مدار السبعين عاما على قيام هذا الكيان الغاصب بأن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ترعاه دولة استعمارية ، لا يهتم بدماء أطفال ونساء وشيوخ غزة ولايكترث لمخالفة الكيان الصهيوني ونقضة كل القواعد والاتفاقيات والمواثيق الدولية وانتهاكها للقانون الإنساني وارتكابها لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كما أن الأمم المتحدة تبدو وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ولم تعد جديرة بحماية حقوق الإنسان التي طالما تشدقت بها…
وفي ذات السياق وبما يخص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة لا بد من قيام حركة نشطة تقوم عليها الدول العربية والإسلامية مضادة لما قامت عليه الولايات ” الويلات ” المتحدة الأمريكية … بأن تنذر كل الدول التي ستنقل سفاراتها إلى القدس بقطع العلاقات معها وتحميلها مسؤولية الوقوف ضد الشعب الفلسطيني صاحب أعدل وأقدس وأقدم قضية على وجه الأرض كما ويجب دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المادية والمعنوية والوقوف إلى جانب المقاومة بكل فصائلها لتحرير الأراضي الفلسطينية من رجس الاحتلال وأيضا العمل على رفع الحصار الجائر والظالم وفتح المعابر لقطاع غزة وذلك من خلال منابر المجتمع الدولي للضغط على دولة الكيان الإسرائيلي في سبيل رفع هذا الحصار وتهيئة وتوفير سبل الحياة الكريمة لهذا القطاع…
ختاما لقد أثبتت الأيام أن الحل الوحيد والأنجع مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي هو المقاومة بكل أشكالها وإسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة ، وهذا ما لقنه اللبنانيون للصهاينة في أكثر من منازلة وانسحب بعدته وعتيده من الأراضي اللبنانية يجر أذيال الهزيمة والاندحار أخذاً ألف حساب وحساب إذا ما فكر يوما بمهاجمة الأراضي اللبنانية لمعرفته المسبقة بردة الفعل المضادة والعنيفة إذا ما سولت له أفكار المتهور نتين ياهو بأي مغامرة باتجاه الشمال…
السلام عليكم ،،،
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/05/22