بناء المجتمع مسؤولية الجميع
علي آل غراش
شهر رمضان المبارك شهر البناء الإجتماعي انطلاقا من الفرد والعائلة إلى الإطار الأكبر، وذلك لتكريس روح تحمل مسؤوليات قضايا المجتمع؛ على أساس أن كل فرد هو جزء مهم في بناء المجتمع.
فما دورك، ما مسؤوليتك كفرد اتجاه المجتمع؟.
هل تفاقم الأزمات والمشاكل الإجتماعية، هي نتيجة اختطاف المجتمع من قبل فئة قليلة تتحكم وتتحدث باسم ونيابة عن الكل دون توكيل، تبحث عن مصالحها، في ظل سلبية الأكثرية التي تخلت عن تحمل أي مسؤولية، فلا حراك ولا مطالبات، بل عدم التضامن مع النشطاء الإصلاحيين وتركهم يواجهون التحديات والظلم لوحدهم رغم تضحياتهم لأجل حقوق المجتمع؟.
المجتمع يتكون من جماعة من الناس؛ أنت وأنا ونحن وهو وهي وهم، العائلة والجيران وأهل الحي والمنطقة، أي الذين يعيشون في مساحة جغرافية محددة يجتمعون ويتشاركون معا، وبالتالي المسؤولية عن وضع المجتمع تقع على كل فرد فيه، فالمجتمع الحي الحيوي الواعي الحركي، المتعاون، المتضامن، المتكافل، المتقدم، المتحضر، المهتم بالتعايش والسلام والأمن والأمان والناجح، يعود لدور أفراده وحرصهم على ذلك لبناء مجتمع متطور وحضاري.
وعندما تغيب روح الأخوة والتعاون والتكافل والتضامن والإيثار والعطاء، واتساع دائرة الفقر والعوز والطبقية، وانتشار حالات السرقة والفساد والإساءة والاعتداء، وترك المظلومين لوحدهم أمام الظالم، فهذا يعني وجود مشكلة في المجتمع أي في الأفراد وبالذات في الدائرة الأولى داخل بيت العائلة، وأن هناك أفراد تخلوا عن تحمل المسؤولية لمواجهة المخاطر قبل تفاقمها، والتصدي لمن يقوموا بالاعتداء على حقوق الآخرين، والتقصير نحو النشطاء، وعدم التضامن مع المظلوم والفقير.
وهذا يدل على وجود وحوش (أفراد في المجتمع) من الذين يتجاوزون القوانين كالمجرمين، بالإضافة إلى وجود من يستغل مكانته ومنصبه وقوته السياسية أو الدينية لمصالحه على حساب بقية أفراد المجتمع، وهناك من يتحول إلى عصا وتهديد في خدمة مصالح الظالمين الجائرين بوجه الأفراد الذين يسعون للإصلاح والتغيير ومساعدة المظلومين، وبهذا يتحول المجتمع إلى ساحة فتن وتمزق وصراع وتسقيط.
لصالح مدونة الكاتب ’’علي آل غراش’’
أضيف بتاريخ :2018/05/22