آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محجوب أحمد قاهري
عن الكاتب :
كاتب عربي

ترامب وإسرائيل يسارعان الزمن لتثبيت الأرض وهزم إيران.. وسبتمبر القادم سيكون بداية مرحلة جديدة

 

د. محجوب احمد قاهري

بدا واضحا من الشروط الاثني عشرة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي، بومبيو، بأن الديبلوماسية الأمريكية تسابق الزمن، وتقفز فوق الوقت، لتحقيق مآربها بسرعة شديدة. فطرح أقصى الشروط، منذ الوهلة الأولى، خطوة غير دقيقة إذا كان الخصم اسمه إيران. فماذا لو رفضت إيران هذه الشروط، وهي قد رفضتها فعلا بصريح العبارة، وثبات الموقف من الإصلاحيين والمحافظين على حد السواء، هل سيتنازل الأمريكان، ويخفضون من شروطهم؟ أم سيشنون ضربات عسكرية على إيران؟

أمريكا سوف لن تشن حربا عسكرية على إيران، كل ما ستفعله هو إخضاعها للمزيد من العقوبات الاقتصادية. فأمريكا ترامب تفكر بعقل التاجر، الذي لا يخسر أبدا، فقد طالب بثمن رصاصاته التي انفجرت في الجسد العربي من دول الخليج، وطالب بثمن حماية دول الكرتون، وطالب بثمن كل صاروخ قد يوجه إلى أي دولة عربية محتملة، وأما إيران، فلن يقدر إلا على ضرب بعض قواعدها في أرض سورية. فهي ترد الصاع صاعين.

ومن الواضح جدا بأن أمريكا تقود صراعا بالوكالة من أجل طرفين، السعودية وإسرائيل. وهي مستعدة لتوريط السعودية في حرب، مزمنة، تزيد فيها من نفوذ الصهاينة، بإضعاف كبرى دول الشرق الأوسط، ولن تجازف بصراع بين إيران وإسرائيل، فالخاسر الأكبر ستكون الدولة العبرية، المحاصرة إيرانيا شمالا وشرقا وجنوبا.

تسرع ترامب والصهاينة في تحقيق إنجازات على الأرض فاق كل التصورات. فالجماعة، زيادة على رغبتهم في افتكاك القدس وكل الضفة الغربية، يحضرون إلى إعلان الجولان أرضا صهيونية، وقد عبر عن ذلك وزير الاستخبارات الصهيوني، يسرائيل كاتس، إلى رويترز، بان الولايات المتحدة ستعترف بالجولان خلال أشهر.

ليس هناك من تفسير لهذا التسرع المحموم لترامب والصهاينة سوى المأزق الذي يعيشه ترامب أمام المحقق الخاص مولر، والذي اغتنمت إسرائيل كل تفاصيله لتحقيق أهدافها. وبداية سبتمبر القادم، موعد انتهاء التحقيق الذي يجريه مولر، سيكون نهاية الكابوس الترامبي. فاغلب ما توصل إليه مولر وكشفه الإعلام الأمريكي، يؤكد بما لا يدعوا للشك بأن ترامب متورط في العديد من القضايا، منها خيانة القانون الأمريكي أبان الانتخابات الرئاسية، التي مكنته من البيت الأبيض.

وبالرغم من أن البعض يؤكد بأنه ليس بإمكان مولر توجيه أي اتهام إلى الرئيس ترامب، إلا أن الفضيحة ستكون “بجلاجل”، ومن المرجح أن يفرض الشعب الأمريكي على ترامب الاستقالة.

وفي انتظار سبتمبر ليس على الفلسطينيين وإيران سوى مزيد من طول النفس. ولن يبقى شيء على حال.
صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد