هل ينسف تقرير وكالة الإستخبارات الأمريكية أسس اتفاق كيم – ترامب؟
د. نبيل نايلي
“العمل مستمر لخداعنا بشأن عدد المنشآت وعدد الأسلحة وعدد الصواريخ.” أحد محلّلي وكالة الإستخبارات الأمريكية.
تعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أن كوريا الشمالية قد زادت إنتاجها من الوقود لاستخدامه في صنع أسلحة نووية في مواقع سرّية متعدّدة في الأشهر الأخيرة – وأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد حاول إخفاء تلك المرافق في سعيه إلى المزيد من التنازلات في المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
نقلا عن شبكة، إن.بي.سي، NBC News، الإخبارية أكد مسؤولون أمريكيون أن “وكالات المخابرات الأمريكية تعتقد أن انتاج الوقود يتم في عدة مناطق سرية في بيونغ يانغ، التي ربما تحاول إخفاء ذلك”.
الشبكة الإخبارية أفادت يوم الجمعة 29 يونيو حزيران 2018 أن “أحدث تقييم للمخابرات الأمريكية يتعارض فيما يبدو مع وجهة نظر الرئيس دونالد ترامب الذي قال في تغريدة بعد قمة 12 يونيو حزيران 2018 مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ”لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية“.
ونقلت الشبكة عن 5 مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم قولهم: “إن كوريا الشمالية كثفت في الأشهر الأخيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب لأغراض صنع الأسلحة النووية حتى أثناء قيامها بجهود دبلوماسية مع الولايات المتحدة”.
جاويل فيت، Joel Wit الذي سبق أن تفاوض على اتفاقية نووية عام 1994 مع كوريا الشمالية ، أفاد إن الولايات المتحدة تعتقد دائما أن كوريا الشمالية لديها مرفقان لإثراء المواد النووية: يونغبيون والموقع الثاني الذي تعرفه الولايات المتحدة ولكن لم يتم الكشف عن اسمه. وقال “الناس كانوا منفتحين لاحتمال أن يكون هناك المزيد”.
وقال أحد المسؤولين للشبكة “ثمة أدلة دامغة على أنهم يحاولون خداع الولايات المتحدة”.
مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية عرض من جانبه وجهة نظر مختلفة، مشيرا إلى أن قرار كيم بتعليق التجارب النووية والصاروخية كان غير متوقع، وحقيقة أن الجانبين يتحدثان خطوة إيجابية.
لكنه أقر أيضا بأن محلّلي الاستخبارات يتوقعون أن يحاول نظام كيم خداع الولايات المتحدة. وأوضح أنّ “العمل مستمر لخداعنا بشأن عدد المنشآت وعدد الأسلحة وعدد الصواريخ.” “نحن نراقب عن كثب”.
وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية امتنعتا عن التعليق على التقرير. كما لم يرد البيت الأبيض على طلب التعقيب.
هل نقنع باعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بأن كوريا الشمالية “جدية للغاية” في رغبتها بالتوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، وبفحوى قوله لشبكة “فوكس نيوز” “أعتقد أنهم جديون للغاية في هذا الشأن (…) أعتقد أنهم يرغبون بالقيام بذلك. هناك كيمياء جيدة للغاية بيننا”، وباعتقاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بأن القسم الأكبر من برامج كوريا الشمالية النووية والكيماوية والبيولوجية يمكن تفكيكه خلال عام في حين أنّ بعض الخبراء يجزمون بأن العملية بأكملها قد تستغرق وقتا أطول بكثير من ذلك؟
هل نعتمد تقرير صحيفة “الواشنطن بوست” المفيد أن كوريا الشمالية ، تسعى حاليا إلى إخفاء انشطة نووية عن الولايات المتحدة وهي التي كانت قد تعهّدت خلال قمة تاريخية التقدم باتجاه نزع أسلحتها الذرية؟ أم باتهامات صحيفة “الوول ستريت جورنال”، استنادا على صور أقمار صناعية، أنّ كوريا الشمالية تقوم “باستكمال مشروع إنتاج صواريخ باليستية ذات وقود صلب، يمكن استخدامها لضرب منشآت عسكرية أمريكية”؟
كيف يمكن تناسي ما قاله مبعوث وزارة الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان إلى كوريا الشمالية سابقا، روبيت كينغ، قوله إن كوريا الشمالية لن تتبع ما انتهجته ليبيا: “انظروا إلى ليبيا وما آلت إليه الأمور فيها”؟
الأكيد أن الغموض لا يزال يلفّ هذا الموضوع وأنّ ما رافق القمة من تهليل “متفائل” مجرّد تفكير رغائبي! ينسى الأمريكيون أن الكوريين الشماليين ليسوا عربا ليلدغوا من الجحر آلاف المرات!!!!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/07/03