وزارة الصحة والتمديد للاستشاريين
حمود أبو طالب
وافق مجلس الشورى على منح وزير الصحة صلاحية التمديد للأطباء الاستشاريين إلى سن الـ70 بـ5 شروط نتفق على موضوعيتها عدا شرط واحد هو أقرب إلى الطرفة، وهو: ألا يكون هناك (تكدس) في نفس التخصص من أطباء آخرين في نفس الجهة، أي أن الوزارة تفترض أو تتوقع حدوث تكدس للأطباء الاستشاريين في يوم ما، أو كأن هذا التكدس الافتراضي لأحد التخصصات في جهة ما لا يعني الحاجة الشديدة له في جهة أخرى، أو كأنها لا تعرف أن لديها الآن 7038 وظيفة استشاري معتمدة لا يشغلها سوى 3783 استشاريا بنسبة 46%، عدد السعوديين فيهم 2728 فقط، وأن نسبة الأطباء السعوديين عموما في مرافقها لا يزيد على 33%، وأن الزيادة السكانية تتطلب زيادة مستمرة للأطباء من كل الفئات.
عموماً، لا ندري ما هي الحيثيات التي تجعل وزارة الصحة تثق أن الطبيب الاستشاري سوف يستمر معها إلى عمر الـ70، بل وسوف يحرص على طلب التمديد بعد السن النظامية كل عام بإجراءات إدارية بيروقراطية طويلة لا تليق بمستواه وخدمته الطويلة في الوزارة. كثير من الاستشاريين يتسربون من الوزارة قبل سن التقاعد النظامية في الـ60 لأسباب كثيرة، أهمها وضعه المادي غير المناسب، لأن الراتب الأساسي للاستشاري ـ وكل فئات الأطباء ـ مخجل وبائس، وما يرفعه قليلا هو البدلات الأساسية كبدل التفرغ وبدل الندرة مؤخرا، أما بقية البدلات فهي تقديرية مزاجية قد يحصل عليها أو لا يحصل، وحين يتقاعد ليس له سوى النسبة المستحقة من راتبه الأساسي بحسب سنوات خدمته، ورغم أنه كان متفرغا للعمل في الوزارة فإنها بخلت عليه حتى باحتساب بدل التفرغ في راتبه الأساسي ليرفع مرتبه التقاعدي.
الطبيب الاستشاري لا يصل إلى هذه الدرجة إلا في سن متأخرة وبعد جهد طويل ومتعب، ومن حقه الطبيعي أن يستثمر جهده وتحصيله ووقته وصحته للحصول على دخل جيد يضمن له ولأسرته حياة كريمة أثناء عمله وبعد تقاعده، إنه لن ينتظر إلى سن الـ70 في وزارة الصحة لينتهي براتب تقاعدي يمثل الفتات مما كان يتقاضاه وهو على رأس العمل في الوزارة، وقد لا تسعفه صحته للعمل الخاص في هذه السن. إن الوزارة هي التي تحتاج الأطباء وليس العكس، فبإمكان الطبيب أن يعمل في قطاع صحي حكومي آخر أو القطاع الخاص بدخل أفضل كثيراً من وزارة الصحة، لذلك ليس مفهوماً رهان الوزارة على أن الطبيب الاستشاري سوف يتمسك بها طويلا، بل ويحرص على الاستمرار فيها بعد سن التقاعد النظامية رغم كادرها الهزيل ورغم معرفته أنه سينتهي براتب تقاعدي ضئيل.
إذا كانت الوزارة تريد كسب الرهان على الطبيب السعودي، استشاريا أو غير استشاري، عليها تحسين كادر الأطباء والنظر في موضوع البدلات. طبعاً لم نتحدث عن بيئة العمل، لأن هذا موضوع آخر.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2018/07/08