إبراهيم محمد باداود

لم تكد تهدأ موجة الغضب التي اجتاحت كثيراً من سكان المملكة جراء مفاجأتهم بارتفاع قيمة فواتير الكهرباء مؤخراً إلا وقامت الشركة بإصدار إعلان جديد مفاجىء يتضمن عزمها إصدار فواتير شهر يوليو الحالي على دفعات ابتداء من 9 أغسطس القادم ولمدة أسبوع تنفيذاً لقرار هيئة تنظيم الكهرباء الأخير والذي أقر إصدار فواتير الكهرباء عن شهر يوليو خلال ذلك الوقت الجديد، بالرغم من أن الفواتير التي مضت كانت تصدر جميعها في يوم واحد في الفترة التي تلي صرف الرواتب الشهرية وذلك بناء على المرسوم الملكي الصادر بهذا الخصوص، في حين أكدت الشركة أن إعادة جدولة إصدار الفواتير لهذا الشهر لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على كمية الاستهلاك الخاصة بالمشترك ولن يترتب عليها إضافة أي تكلفة جديدة.

الغضب من ارتفاع فواتير الكهرباء خلال الأشهر القليلة الماضية أفقد الشركة بعض المصداقية عند بعض المشتركين بشأن ما تقدمه من بيانات أو معلومات ومع ذلك توالت مفاجآت شركة الكهرباء، فبعد تلك الارتفاعات في قيمة فواتير الأشهر الماضية بررت الشركة ذلك الارتفاع إلى تغيير أسعار التعرفة وأنماط الاستهلاك مع دخول فصل الصيف (والذي تصل الحرارة فيه إلى 50 درجة مئوية في بعض المدن) وأن التكييف هو السبب إذ يستهلك 70% من قيمة الاستهلاك، ونفت الشركة وجود أخطاء في فواتيرها والتي يصل عددها حوالي 9 ملايين فاتورة مشيرة إلى أن نسبة الخطأ لاتكاد تُذكر.

توالت مفاجآت الشركة بعد ذلك، فبعد الارتفاعات الأخيرة في الفواتير والتي لم تلقَ قبولاً من الكثيرين عمدت الشركة إلى الإعلان عن الفاتورة الثابتة والتي يتم من خلالها طرح خدمة تسديد فاتورة شهرية ثابتة القيمة بناء على معدل استهلاك سابق مع اشتراط سداد أي مديونية قائمة، ثم نشرت بعد ذلك بعض وسائل الإعلام مفاجأة أخرى بشأن وجود رسوم للاعتراض على قيمة أي فاتورة للكهرباء الأمر الذي نفته الشركة لاحقاً وأفادت بأن ما ورد في هذا الخبر ليس دقيقاً، كما نشرت الشركة خبر توقيع عقد المرحلة الأولى من مشروع (العدادات الذكية) والذي ستبدأ عملية التركيب للمشتركين خلال الشهرين المقبلين مما يعني أن العدادات الحالية قد تكون مختلفة عن العدادات الذكية الجديدة.. ومع تلك المفاجآت قامت الشركة أيضاً بحملة توعوية كبرى بشأن الرقم المهم في فاتورة الكهرباء والذي يشير إلى رقم كمية الاستهلاك والذي يحدد قيمة الفاتورة.

تلك بعض المفاجآت التي قدمتها شركة الكهرباء خلال الفترة الماضية ولا نعرف ماذا يخبىء لنا المستقبل من مفاجآت أخرى للشركة والتي أعتقد أنها تحتاج إلى أن تتوقف قليلاً لتعيد النظر في علاقتها بالجمهور وما تقدمه لهم من بيانات ومعلومات موجودة في الفواتير الأخيرة خصوصاً مع قرار هيئة تنظيم الكهرباء بتأجيل فواتير هذا الشهر للشهر القادم بسبب عمليات تطوير وتحديث آليات إصدار الفواتير وتحديث المعلومات للمشتركين مما قد يعيد النظر في تلك البيانات.
 
صحيفة المدينة