أعطني أجرتي.. أطلق يديا!
عبدالله المزهر
البطالة وعدم وجود أعمال أو وظائف ليست أسوأ ما يمكن أن يحدث للباحث عن عمل، ما هو أسوأ من ذلك هو أن يجد عملا مرهقا وشاقا في شركة وطنية «عملاقة» ثم يجد أن آخر ما يمكن أن تفكر فيه هذه الشركة هو أن تعطيه «راتبه»، فلا تعطيه إياه في وقت محدد، وتماطل وتختلق الأعذار لتبرير «تطنيشها» بشكل يجعل من هذا العامل مجرد عاطل يمارس أشغالا شاقة!
والكلام السابق ليس موعظة عامة عن فضل إعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، ولكنه كلام عن أمور تحدث بالفعل من شركات كبرى تنفذ مشاريع في السعودية بآلاف المليارات من الريالات من قبل اختراع الإسفلت، ويعاني موظفوها وعمالها من تأخر رواتبهم لفترات تمتد أحيانا لبضعة أشهر، وهذا أمر قد يكون الحديث عنه سهلا، لكن الذي ليس سهلا هو أن تمر عليك الأشهر وأنت تعمل دون مقابل لشركات أخذت أكثر مما أعطت!
يقال ـ والعهدة ليست على أحد ـ إن هذه الشركات لم تحصل هي بدورها على حقوقها من وزارة المالية، وأن أعمالها موقفة ومعلقة، بعضها لأسباب معلومة وأخرى لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في الأسرار!
وهذه إشكالية أخرى لأني أعتقد أن الشركات التي توظف الآلاف من المواطنين يمكن عقابها ـ إن لزم الأمر ـ عقابا «مؤذيا» وبأكثر من طريقة ودون أن يتسبب ذلك في إلحاق الأذى بهؤلاء الموظفين الذين لا ناقة لهم ولا جمل ولا راتب في الموضوع الذي قد يكون سببا في عقاب الشركة نفسها!
وعلى أي حال..
لم أذكر أسماء هذه الشركات لسببين، الأول أنكم جميعا تعرفونها، والثاني لكي يكون شكل المقال أجمل حين يبدو لوهلة أنه يتحدث عن شيء غامض لا أحد يعرفه إلا الكتاب الأفذاذ أمثالي وأصدقاؤنا من كبار المسؤولين!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/02/14