صدّق أو لا تصدّق... دعوة الجامعة العربية لتعويض الحصة الأميركية لـ»أونروا»!؟
عمر عبد القادر غندور
أصاب الرئيس نبيه بري حين دعا جامعة الدول العربية إلى اجتماع عاجل لتعويض الحصة الأميركية لوكالة »أونروا».
وربما يعلم الرئيس بري يقيناً انه ينادي ميتاً!
جامعة »العجز العربي» هل شاهدت طوابير النساء والأولاد أمام مكاتب »أونروا» في قطاع غزة يتوسّلون الحصص الغذائية التي لم تعد موجودة؟ هل سمعت مناشدات النساء والأمهات والأولاد يرفعون أيديهم إلى السماء يقولون »أين أنتم يا عرب»؟
وهل يُعقل أن تصحو »جامعة العجز» بعد سبعين عاماً على إنشائها في زمن الصهاينة العرب؟
هل يُعقل أن تصحو »الجامعة» على واقعها المخزي وعلى دورها الوظيفي البغيض لحساب القوى النفطية؟
هل يُعقل أن تخرج الجامعة العربية ولو لمرة واحدة عن نمطها الخياني للقضايا العربية وهي التي عقدت 34 قمة عادية وطارئة منذ العام 1945، وأصدرت عشرات القرارات التاريخية والسياسية والاقتصادية لم ينفذ منها شيء، ما دعا المغرب إلى رفض استضافة القمة المقرّرة في 29 آذار 2016 مبرّراً أنه »لا يريد أن تعقد قمة بين ظهرانيه دون ان تسهم في تقديم قيمة مضافة في سياق الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى ألا وهي قضية فلسطين والقدس الشريف»!
الدعوة إلى عقد اجتماع للجامعة العربية لتعويض الحصة الأميركية، هي دعوة موضوعية واقعية، ولكنها لن تكون أبداً بعد أن هدّدت الولايات المتحدة الدول التي تسعى إلى تعويض الحصة الأميركية!؟
فما بالنا بجامعة لا تملك زمام نفسها، ولم نتعوّد عليها إلا هيكلاً متداعياً كلجانها المتخصّصة حصرياً ببيانات الإدانة والشجب والاستنكار، وآخرها بيان أحمد أبو الغيظ في الساعات الماضية، والذي يتعهّد فيه بالدفاع عن القضايا العربية!
ومع ذلك لا نغلق نافذة الرجاء ولعلّ الله يأتي بالخير من حيث لا نحتسب.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/09/11