سوريا والأخوة الباقية
طلال سلمان
منذ بعض الوقت تدور رحى معارك إعلامية في ظاهرها سياسية في مضمونها حول “العلاقات مع سوريا” وهل تستأنفها السلطة في لبنان أم تمضي في تجاهلها لواقع أن ثلثي حدود لبنان تتداخل مع الأرض السورية.
عاشت سوريا مع الحرب فيها وعليها سبع سنوات دموية مرعبة، دمرت البنيان في أعرق مدنها وعلى امتداد حدودها مع تركيا (التي ما تزال عثمانية) كما مع العدو الإسرائيلي محتل فلسطين (وهضبة الجولان السورية) كما بعض البعض من الأرض عند الحدود اللبنانية الجنوبية..
وها أن الحرب في سوريا وعليها توشك على الانتهاء، من دون أن تسقط الدولة فيها.
لكن بعض القوى السياسية في لبنان التي انتقلت، ذات يوم غير بعيد، من التحالف مع العدو الإسرائيلي، إلى التدافع على طريق دمشق وإعلان التحالف معها ضد شركائها في الوطن الصغير، ترفض الآن إعادة العلاقات (التي لم تنقطع أصلاً مع دمشق، بدليل السفارتين في كل من بيروت ودمشق و”وزير الدولة”: في الحكومة اللبنانية الذي يزور دمشق، أسبوعيا، بتكليف من رئيس الجمهورية)..
“عنزة ولو طارت”..
.. لكن كبار المتمولين ورجال الاقتصاد والأعمال “رايحين جايين على الشام”، ومصالحهم وشركاتهم (التي يمثلها هناك بعض اهل النظام) بألف خير..
كذلك فأن الرعايا اللبنانيين قد أعادوا وصل ما انقطع من صداقاتهم وعلاقاتهم مع “انسبائهم” و”أصدقائهم” في سوريا..
لكن بعض الساسة في لبنان من هواة مصارعة طواحين الهواء بالريال السعودي ما زالوا يرفضون “فتح الحدود” المفتوحة مع القطر الشقيق..
مع أن “بيوت ضيافتهم” في دمشق ما تزال مقفلة لا تفتح إلا لهم، ولا “تمنح” لغيرهم بالسخاء الذي عوملوا به..
و”شام الله في ملكه” باقية بأهلها ولأهلها، وأن أثقلت دماء ضحاياها كاهلها، وأضاعت عليها دهراً من التقدم سيعوضه أهلها الذين بنوا معنا لبنان الذي لن يغادر “الأخوة” نكاية “بالمخابرات”!
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/09/13