آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

ماذا لو استمرت الأمطار ليومين؟

 

هاني الفردان

مرّت على البحرين يوما ممطراً، عرّى فيها حقيقة ما يقال عن المستوى المتطور من التنمية، وإن شوارعنا أنجزت وفق “أفضل المقاييس والمعايير الدولية”.

يوماً واحداً فقط كان كفيلاً بأن يعرّي كل ما قيل ويقال عن الإستعدادات لموسم الأمطار.

يوماً واحداً فقط، شهدنا فيه مناطق غرقت ومساحات شاسعة تحولت لمستنقعات وسيول، حتى شهدنا سيارات غطتها مياه الأمطار، ومنازل تحولت لبرك!

في ساعة واحدة فقط من سقوط الأمطار تلقت وزارة البلديات 1000 بلاغاً!

القضية التي مازالت “مدوِّية” هي إصرار الحكومة على أن شبكة صرف مياه الأمطار ليست أولوية لندرة الأمطار في البحرين، واعتمادها (أي الحكومة) على سياسة “صهاريج” شفط المياه كحلٍّ لحكومة ذات تنمية ونظرة مستقبلية مختلفة عن تنمية الآخرين التي تعتمد على تطوير البنى التحتية.

جهات رسمية ترى في حل ترقيعي كشفط المياه، إستراتيجية مستقبلية في القرن الحادي والعشرين بدل إيجاد بنية تحتية قوية وشبكات تصريف مستدامة ذات أبعاد حضارية.

سقط المطر فغرقت البحرين، وتفنّن الشعب في التقاط الصور، وإبراز الوجه الحقيقي للبنية التحتية للبلد. ودعت الجهات الرسمية إلى أخذ الحيطة والحذر، وكفى المؤمنين شر القتال، فقد فعلت ما هو واجب عليها وحذّرت الناس، ولكنها نسيت أن الكلام لوحده لا يكفي، فلذلك وقعت “الكارثة”!

مشاهد ومناظر تتكرر كل عام، كما هو حال ملاحظات تقرير ديوان الرقابة المالية التي تتكرر كل عام أيضاً، دون أي حلول فعلية.

سقطت الأمطار على البحرين، ومع سقوطها سقطت وعود وتصريحات عن حلول تحول دون تكرار ما شهدناه في الأعوام الماضية، وما سنشهده في الأعوام المقبلة.

فماذا سيحدث لو استمر سقوط الأمطار ليومين متتالين، فهل كنا سنغرق جميعاً.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/10/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد