فصل جماعي… وكرنفال انتخابي
هاني الفردان
في أقل من 24 ساعة فقط صعد نجم شركة طيران الخليج لتكون حديث الساعة لدى الشارع البحريني مع تسريبات عن تسريح جماعي يطال 170 بحرينياً من الشركة الوطنية.
ضج الشارع، تعاطف الناس، تحركت النقابات والعمال، خلق رد فعل “عنيف” اجبر “الناقلة الوطنية” على التوضيح بأن المسرحين أقل من 100 بينهم مواطنين وأجانب!
السؤال المنطقي، لما لم تقل الشركة الرقم الحقيقي للمسرحين واكتفت بـ”التقريب” و”التعويم” لتخفيف وطأة الحدث!
سواء كان المسرحين 170 أو أقل من 100 أو حتى خمسة، فهذه فضيحة لشركة تحمل توصيف “الوطنية”، وفضيحة لشركة تعيش على إعانات مالية من أموال الدولة وحق الشعب والناس، وفضيحة كونها كشفت عن نسبة البحرنة فيها والتي لا تتجاوز 55%!
تراجع الشركة وتحرك مجلس إدارتها هو أشبه بـ”مسرحية”، فصولها غير مكتملة، فليس منطقاً أن تكون قرارات إعادة الهيكلة وتقليص العمالة، وفصل “أقل من 100” دون علم مجلس الإدارة، وإلا فإن ذلك يشكل فضيحة كبرى، يستوجب تغيير تلك الإدارة.
ولو سلمنا بعدم علم مجلس الإدارة، فمن اتخذ قرار فصل العمالة البحرينية من الشركة الوطنية، هل كانت الإدارة التنفيذية؟ وهل كانت ضمن “التصرفات الفردية”؟ وهل يترك مصير الناس وعوائلهم في أيدي هؤلاء؟ كلها أسئلة لمجلس إدارة الشركة.
لو كان لدينا مجلس نيابي حقيقي وقوي وبصلاحيات وقدرات وشخصيات قادر على منع هذه التهديدات المتكررة للعمالة الوطنية لما تجرأت “شركة وطنية” على فعل ذلك أو حتى التلويح به.
نعم مع محاسبة من اتخذ ذلك القرار، وسعى لقطع أرزاق الناس وتشريدهم، والتضييق على العوائلهم، ونتمنى عدم إجبار العاملين على التقاعد الاختياري، أو التضييق عليهم، أو انتهاج الأساليب القديمة في “تطفيشه”.
نعم مع هكذا ردات فعل شعبية تحمي حقوق العمالة الوطنية في ظل غياب السلطة التشريعية والرقابية وضعفها.
سنضع يدنا بيدهم، سنحمي حقوقهم ووظائفهم، ولن نقبل بأن يتلاعب أحد بمصيرهم ومصير عيالهم، فرد فعل الشعب أقرى بكثير من أي مجلس نيابي.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/11/03