آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. سفيان أبو زايدة
عن الكاتب :
عضو المجلس الثوري لحركة فتح، اسير محرر امضى اثنى عشر عاما في سجون الاحتلال و كان ناطقا بأسم المعتقلين لعدة سنوات، يعمل الان محاضرا غير متفرغ في جامعتي بير زيت و القدس، أكاديمي- خبير في الشؤون الإسرائيلية.

معركة غزة واستقالة ليبرمان… تقدير موقف


د. سفيان أبو زايدة

في المعركة الأخيرة بين غزة الجريحة المحاصرة و إسرائيل النووية التي تملك أفضل ما توصلت له التنكلوجيا الحربية  انتصرت غزة انتصارا ساحقا .

عزز هذا الانتصار استقالة وزير الجيش الإسرائيلي افيقدور ليبرمان بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى استقالته سواء كان لها علاقة بالشأن الداخلي الإسرائيلي أو نتيجة الخلاف بينه و بين نتنياهو على كيفية إدارة ملف التعاطي مع غزة.

منذ بداية هذه المعركة التي لم تستمر طويلا و التي بدأت بعد أن تم اكتشاف القوة الإسرائيلية الخاصة في خان يونس و التي انتهت بقتل قائد القوة و جرح ضابط آخر و استشهاد سبعة فلسطينيين من بينهم قائد القسام في شرق خان يونس نور بركة. خلاصة هذه المعركة و ما تبعها من قصف و قصف متبادل واستقالة ليبرمان يمكن تلخيصها بالتالي:

أولا : بات من الواضح أن القوة الإسرائيلية الخاصة التي تم اكتشافها في خان يونس و الاشتباك معها لم تأتي لتنفيذ عملية اغتيال أو اختطاف بل دخلت على الأرجح لتنفيذ مهمات خاصة أهم من ذلك بكثير. لكي يغتالوا احد ليسوا بحاجة لهذه المخاطرة حيث لديهم الطائرات بدون طيار التي تستطيع تنفيذ المهمة دون عناء أو مخاطرة.

ثانيا: مع بدء القصف و القصف المضاد كان من الواضح أن كلا الطرفين كانا غير  معنيين للدخول في معركة شاملة مفتوحة . الفصائل الفلسطينية في تنسيق يثير الانتباه حددت مساحة النار بعشرين كم رغم ما تملكه من إمكانيات تتعدى هذه المسافة بكثير.

وإسرائيل حرصت في قصفها للمواقع و المنشآت الفلسطينية و التي كان أهمها قصف فضائية الأقصى، حرصت على إطلاق الصواريخ التحذيرية و التأكد من إخلاء المواقع المستهدفة من السكان . نتيجة كل هذا القصف هو استشهاد ستة فلسطينيين فقط.

ثالثا: القبة الحديدية كانت شبه مشلولة في هذه المعركة ، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي لم يجعل إسرائيل تتمادى في عدوانها، حيث أطلقت المقاومة خلال المعركة حوالي أربع مئة صاروخ و قذيفة ، تصدت القبة الحديدية إلى مئة فقط، أي إلى ٢٥٪  من مجمل هذه الصواريخ.
الأمر الذي  أدى إلى إصابات مباشرة في عسقلان و سديروت.
القصف الفلسطيني أدى إلى دمار كبير في هذه المباني و التسبب في ستين إصابة ،من بينها إصابات بليغة.
على ما يبدوا أن تجاوز القبة من قبل صواريخ المقاومة كان ناتجا عن تكتيك معين اتبعته المقاومة ستحاول إسرائيل تجاوزه في المواجهات المقبلة.

رابعا: تعاني إسرائيل من تآكل في قوة الردع لديها. حاولت في هذه المعركة من تعزيز هذه القوة من خلال توسيع دائرة الأهداف لكن النتيجة كانت عكسية تماما . حيث خرجت إسرائيل من هذه المعركة مكسورة الهيبة و أكثر هشاشة في ظل تمكن المقاومة من الرد بقوة و فعالية على هذا القصف.

هذا يعني أن المعركة القادمة أن لم يحدث تطورات معاكسة لن تكون بعيدة ، لهذا و بعد توقف المعركة أبقت إسرائيل على قواتها في حالة استنفار على الحدود مع غزة.

خامسا: لقد بحثت إسرائيل كما في كل معركة عن صورة للنصر ، لكنها منحتها للفلسطينيين حيث  ستبقى الصورة الراسخة في الأذهان هي استقالة وزير الجيش ليبرمان و التي فسره الفلسطينيون على انه ذروة هذا الانتصار في هذه المعركة حتى وأن كانت هذه الاستقالة ناتجة عن صراعات داخلية وأهداف انتخابية.

سادسا: الانطباع العام أن غزة بصمودها و عنادها و إصرارها تؤثر على مجريات الحياة في إسرائيل أكثر من كل العالم العربي، أن يجتمع الكابينت الإسرائيلي لمدة ستة ساعات متواصلة لمناقشة كيفية مواجهة الموقف في غزة فهذا شيئ كبير. أن تذهب إسرائيل إلى انتخابات مبكرة بعد استقالة ليبرمان نتيجة الخلاف على كيفية التعامل مع غزة فهذا أمر لا يحدث كل يوم.

سابعا: إذا ما تم تقديم موعد الانتخابات في إسرائيل خلال الأيام القادمة
ستحاول إسرائيل تهدئة الجبهة في غزة و عدم التصعيد ، لكن نتنياهو سيواجه مشكله في الرأي العام بسبب استقالة ليبرمان . المظاهرات الاحتجاجية من سكان الجنوب في غلاف غزة لا تساعده في ذلك .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد