آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال عبد الكريم العرب
عن الكاتب :
كاتب كويتي

إذا الحكومة تشتكي.. فلمن يشكو المواطن؟!

 

 طلال عبدالكريم العرب
 
نشر تقرير غريب كشف عن عجز حكومي لافت، التقرير يذكر صراحة أن الحكومة تشكو حالها، ومنذ متى؟ منذ سنوات، فمنذ سنوات والحكومة تشكو حالها لعجزها عن حل مشاكلها المزمنة، فإذا كانت الحكومة بقضها وقضيضها، وبأجهزتها وإمكاناتها الهائلة، تشكو حالها فيا ترى لمن يشكو المواطن العادي؟
الحقيقة أن لا أحد يدري لماذا تبث الحكومة شكواها، هل لتُسمع مجلس الأمة؟ فإذا لا طابت الكويت ولا غدا شرها، وإذا كانت الحكومة الآمرة الناهية تشتكي، فلمن يوجه المواطن المسكين شكاواه؟

فكما ورد في تقرير المتابعة نصف السنوي لمشاريع التنمية للسنة 2019/2018، فقد اشتكت الحكومة من مئات التحديات التي اعترضت تنفيذ مشاريعها، أبرزها تأخر إجراءات التراخيص والموافقات وبطء الدورة المستندية، وتبين أن أغلب تلك التحديات إدارية بحتة شكلت حوالي %34 من جملتها، تلتها التحديات الفنية التي شكلت حوالي %30 منها، تلتها التحديات المالية بنسبة بلغت حوالي %19، ثم التحديات التشريعية التي شكلت %3 تقريبا، فالواضح هنا أن كل المعوقات والتحديات سببها الضعف الإداري والتشريعي، وهي كلها تحديات لا يمكن التغلب عليها إلا حكوميا، فهي من تنفذ، وهي من تقرر، وهي من تتابع، وهي من توظف ما يسمى بخبرائها ومستشاريها وفنييها.
* * *
وبما أننا نتحدث عن المعوقات والتحديات التي تواجه تنفيذ المشاريع الحكومية المفصلية، فلنستذكر مرة أخرى مشروع مدينة صباح السالم الجامعية العتيدة (جامعة الشدادية)، فلا يزال الغموض يلفه من كل جانب، فلا أحد حتى الآن استطاع أن يبرر تضاعف التكلفة التي قفزت، بقدرة قادر إلى أرقام فلكية لا تتناسب مع ما خطط له، فبعد أن كانت التكلفة 475 مليون دينار في سنة اعتماد المشروع سنة 2004، قفز الرقم فجأة ليبلغ ملياراً و597 مليون دينار في سنة 2010، ثم قفز المبلغ إلى 2 مليار و951 مليون دينار في سنة 2018.

ولم يكشف حتى الآن عن سبب التأخير، ولا ما هي الإجراءات والعقوبات التي كان يجب أن يعاقب عليها المقاول والمنفذ والمشرف، فديوان المحاسبة رصد في تقريره «بعض جوانب القصور في تحديد المتطلبات الأساسية لكليات مدينة الصباح السالم الجامعية، وضعف التقديرات الأولية للمشروع، مما ترتب عليه كثرة التعديلات والتغييرات بالمشروع»، فتأخيره أدى إلى عدم الاستلام والتشغيل والاستفادة من الكليات والمباني في الوقت المحدد، كما أدى إلى انتهاء فترة الصيانة المجانية من دون الاستفادة من المشاريع المستلمة وتشغيلها، إضافة إلى فقد الثقة لدى المواطنين في جدية تنفيذ المدينة الجامعية.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2018/12/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد