معيب أن نشهد مقطع مثل مقطع "أم حسين"
هاني الفردان
نداء وحديث السيدة أم حسين عن معاناتها وعائلتها ووضعهم المعيشي وظروفهم الصعب، ما جرى ويجري لهم من فصل زوجها عن عمله، ومن ثم عدم صرف رواتبه والقصة المؤلمة التي روتها، كانت تروي قصص لكثيرين من أبناء وبنات هذا الوطن.
بصدق معيب أن يكون هناك مسئول وصله صوت أم حسين، واستطاع أن ينام قرير العين.
معيب أن يكون هناك مسئول سمع ذلك ورضي أن يكون في هذا البلد من لديه قصة كقصة أم حسين.
أم حسين وهي تروي قصتها ومعاناتها، كانت تروي قصص كثيرين، معاناة المئات، وحكايات أسر "متعففة" ضاقت بها الدنيا، ولم تجد من يسعفها.
لو كان لدينا مجلس نيابي حقيقي لأقام الدنيا ولم يقعدها، فكيف يحدث ذلك في بلد خليجي، في وطن صغير، تعداده بسيط، موارده المالية كثيرة، خيراته وتبرعاته غطت أصقاع الدنيا، فيما يوجد به من هو جائع، أو عاري أو من لا يجد قوت يومه!
لست في وارد توجيه الخطاب لطرف على آخر، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فمن يجد نفسه مسئول فليتحمل مسؤوليته، وليقم بواجبه، وليحفظ كرامة شعبه.
لم تخرج أم حسين لتحصل على تبرع أو دعم، بل خرجت لتطالب بحقها وحق زوجها وأسرتها كونها مواطنة كفل لها الدستور الحياة الكريمة.
ننتظر من وزير العمل استقبال أم حسين وزوجها وحل مسألة رواتبه وتوظيفه بما يحفظ كرامته.
ننتظر من وزير الإسكان التحرك لبحث ودراسة وضع الأسرة، ومدى استحقاقها لوحدة سكنية كونها حالة استثنائية يسكن أفرادها في غرفة وبحمام مشترك!
نعلم أن المرأة لو لم تكن "أم حسين" لقامت الدنيا ولم تقعد، لرأينا التحرك من مختلف الجهات والمستويات.
إنها أم حسين، أم بحرينية، لها حق في هذا البلد، حقها الأول حفظ كرامتها، فمعيب ومعيب ومعيب أن نشهد مثل هذا المقطع في بلد خليجي، وبلد نفطي.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2019/01/05