رسالة بوتين لامريكا: تخلصوا من وهم عظمتكم.. وصواريخنا قادمة
د. نبيل نايلي
إنّ أولويات سياستنا الخارجية مفتوحة تماما وتتمثّل في بناء الثقة، ومكافحة التهديدات المشتركة للعالم، وتوسيع التعاون في الاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، وإزالة الحواجز أمام التواصل بين الناس″. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في رسالته السنوية اليوم للجمعية الفدرالية وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل مضمونة الوصول إلى من يهمهم الأمر، نقتطف من بعضها ما يلي:
-“ندعو الولايات المتحدة الأمريكية للتخلّي عن وهم تفوّقها العسكري في العالم،”
تطويرنا صاروخ “أفانغارد” كإطلاقنا أول قمر اصطناعي، وفي هذا المجال أكد أنّ:
“صواريخ كينجال أو الخنجر يتمتّع بمواصفات قتالية عالية لا مثيل لها” وأنّ صاروخ الأحدث تسيركون تبلغ سرعته 9 أضعاف سرعة الصوت”!وأنّأول غواصة نووية غير مأهولة ستُطلق في الربيع القادم”! دون أن يغفل على التّشديد مرّة أخرى على أنّ الروس″ليسوا مهتمّين بالمواجهة مع الولايات المتحدة “.
بوتين طالب أيضا بتوضيح وتبرير “سبب انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسّطة المدى” لأنّها “تنتهك المعاهدة بنفسها، ثم تلصق الاتهامات بالآخرين!
يخلُص الرئيس الروسي إلى جوهر وطبيعة العلاقة التي يجب أن تنظّم العلاقات بين الأمم فيصرّح أنّ “بناء العلاقات معنا يعني إيجاد حلول مشتركة، حول أصعب القضايا، وعدم محاولة إملاء الشروط”.
هل بلغت رسائل بوتين مسامع المرسل إليهم؟
الصلف والعنجهية اللّذان يجدان فقط صدى بيين ظهرانينا وفي ديارنا وعلى منابرنا نشكّ أنّ روسيا بوتين ستستجيب لهما! وتلك حياتية ومصيرية ودونها استعراض العضلات إن لزم الأمر!
أمّا التلويح والدّعوة إلى “الحلول المشتركة” ورفض منطق “املاء الشروط” فهو آذان لعالم متعدّد الأقطاب يقطع مع منطق ونهج الأحادية الذي ساد عقب غزو واحتلال العراق، ويبدو أنّ أنظمتنا –الرسمية منها و”الثورية جدّا جدّا” تمارس وكأنّها في حلّ ممّا يستدعيه ذلك من كُلفة وتبعات!
كلاّ لا يساورنا شكّ بأنّ روسيا ليست الجمعية الخيرية كما لا نحسب بوتين مُفوّض بالانتصار لقضايا نحن من يسفّهها تباعا وتحت شعارات عدّة!
المؤلم والفظيع أنّ الفرص التاريخية التي تُضاع بسبب أو بدونه وعن وعي أو عن بلاهة لن يغفرها لنا التاريخ ولا الأجيال القادمة التي نورّثها خنوعا وخيانة وتخندقا! كلّ وما يأتيه!
هل يستفيد أبناء هذه الأمة من “صراع” تدور رحاه بدمنا و عظامنا؟ أم أنّ كلّ البيض سبق ووُضع وإلى الأبد في ذات السلّة؟ وأنّ قدرهم المحتوم “خيار” لا رجعة فيه؟
نحشى أن يجيبنا الصّدى: “لا حياة لمن تنادي”.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/02/22