السعودية ترفض مطالب أجنحة هادي بالاستغناء عن الإمارات من تحالفها على اليمن.. والمستقبل مزيد من الانقسام
طالب الحسني
التحالف الذي تقوده السعودية للحرب على اليمن انحرف عن مساره ويمارس احتلالا كاملا في المناطق التي دخل إليها (جنوب اليمن ) وعزل ما يسمى الشرعية بشكل كامل بدءا برئيسها عبدربه منصور هادي واحتجزها في الرياض والقاهرة والعاصمة الأردنية عمان .
هذا ما يقال حاليا على لسان وزراء وسفراء وقادة عسكريين يتبعون ” الشرعية ” المزعومة ، علنا بعد أن كان جدلا واسعا في الغرف المغلقة وفي الاجتماعات السرية وغير المعلنة ، والمفارقة أن هذا الكلام يقال أيضا على أبوب الدخول في العام الخامس من العدوان على اليمن وعلى شعبه ، ولم يحقق أي من أهدافه باستثناء جرائم الحرب الدموية بحق المدنيين والتي باتت تؤرق السعودية وتشكل أبرز الضغوط لإيقاف هذه الحرب وتصويت الكونجرس الأمريكي بغالبية أعضاءه لصالح مشروع وقف التعاون الأمريكي مع السعودية في الحرب العدوانية على اليمن واحد من نتائجها .
يرى هولاء أن الحل والتصحيح لهذا الانحراف لن يتم إلا بحالة واحدة وواحدة فقط وهي أن يعلن هادي الاستغناء عن خدمات الإمارات، الشريك الأبرز للسعودية من التحالف وبالتالي تستجيب قيادة التحالف وتعلن إنهاء مشاركة الإمارات كما فعلت مع قطر ، ولكن هذا الأمر يبدو بعيدا ، بل ومستحيلا تماما ، وبالتالي ستذهب الأمور إلى اسوء سيناريوهات الهزيمة التي يعيشها التحالف وحلفاؤه من الفرقاء الذين لا يزالون يوالون هادي ” وشرعية ” التي لا حول ولا قوة لها .
هل السعودية قادرة فعلا الاستغناء عن الإمارات ؟ وماذا لو فعلت ذلك !
في كثير من الحالات يتبدى أن الدور الإماراتي في العدوان على اليمن هو الأول ويسبق الدور السعودي بمراحل ، فهي التي تمسك فعليا بزمام الأمور في المحافظات الجنوبية اليمنية بشكل مباشر عبر مقرات خاصة بالقوات الإماراتية الموزعة في عدن وأبين وحضرموت وسقطرى بالإضافة إلى بعض المناطق في الساحل الغربي اليمني، علاوة على التشكيلات العسكرية والأمنية التي نشأتها وفتحت عشرات معسكرات التدريب لها وورطت هذه المجموعات بالقيام بالكثير من الجرائم والتصفيات للخصوم في هذه المناطق وفق تقرير لجنة الخبراء التابع لمجلس حقوق الإنسان ، وبالتالي فإن الرياض غير قادرة تماما ، ولو تجرأت وأخرجت أبو ظبي من التحالف بناء على رغبة أجنحة كبيرة في ” شرعية ” هادي ستكون كمن يطلق الرصاص على نفسه ويعلن انتهاء دوره في اليمن وفي هذه الدائرة من الفشل .
أبعد من ذلك أن هذه المطالب ، اقصد إخراج الإمارات من التحالف كانت أحد الأسباب وراء إقالة عدد من أقطاب معاوني هادي سواء من العسكريين أو السياسيين وآخرهم أحمد عبيد بن دغر رئيس ” حكومة ” هادي السابق . فثمة فيتو سعودي على أعلى مستوى ، وربما تم إبلاغ هادي وأجنحته أن ذلك خط أحمر، وهو ما يفسر ابقاء ” الشرعية ” المزعومة حبيسة فنادق الرياض ، حتى بات يطلق عليها بشرعية الفنادق .
بالتالي ..البقاء في الوضع الحالي .
وهذا يعني مزيد من الانقسام وخيبات الآمال التي أصابت أجنحة وحلفاء التحالف ” اليمنيين ” وربما الالتحاق بركب الذين غادروا مربع الرياض والإمارات معا وحزم أمتعتهم نحو رصيف الانتظار لمعجزة لن تتحقق فكل شيء يمضي باتجاه إنتصار صنعاء الذي يكبر مع مرور الوقت بينما تتضاعف العقبات والعواقب في طريق التحالف بقيادة السعودية .
توقعنا وكتبنا من على هذا الموقع والصحيفة (رأي اليوم ) وفي أوقات متفاوتة أن استدعاء دخل عسكري خارجي لضرب اليمن بهدف العودة إلى صنعاء على ظهر الدبابات والمدرعات والآلة العسكرية السعودية والإماراتية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية هو بمثابة الانتحار والخيانة العظمى ، ومن المهم أن أذكر هنا تصريحات المبعوث الدولي الأسبق إلى اليمن المغربي جمال بن عمر خلال آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي وبعد شهرين من عمليات التحالف ، عندما قال وبالحرف مع الاقتباس ( لقد كان اليمنيون على أبواب الخروج نهائيا من الأزمة بعد أن أنجزوا الحوار الوطني ووقعوا اتفاقية السلم والشركة الوطنية وكادوا يتوافقون على الدخول في اتفاق على الرئاسة ، ولكن العمليات العسكرية للتحالف أدخلتهم في متاههة صعبة ومعقدة للغاية وتهدد حياة ملايين المدنيين .
والآن …
أليس الأولى لكل هولاء الذين يجمعون أن التحالف انحرف عن مساره أن يمدوا أيديهم مثل الكثيرين قبلهم إلى العاصمة صنعاء والحوار فمن المؤكد أن هذه أقصر الطرق للخروج من هذه المتاهة العملاقة، فإيران ليست موجودة في اليمن ، بل في الذهنية السعودية .
جربوا أصلحكم الله .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/03/15