هاني الفردان

جلسة مجلس النواب يوم أمس كانت "ممتعة"، كان واضحاً قبل انعقادها أن مشروع تعديل قانون التعطل، وبالأخص الجزء المعني بتمويل "التقاعد الإختياري" من أموال الصندوق سيمرر وذلك بعد بيان كتلة البحرين التي تحدثت عن "شروط"!

كانت ممتعة عندما تلاحظ انقلاب نائب (أو نائبة) على كلامه الرافض والمهدد والمتوعد ليصبح عبر شاشة التصويت موافقاً وباصماً ومؤيداً.

ممتع عندما تجد نائب على نياته يتحدث عن "حسن نية" الحكومة في المشروع، فتكتشف أنه لا يفقه في السياسة شيء، ولا يعلم بدهاليز التشريع، ولا أبجديات التحركات الحكومية.

لأن النية حسنة، فعندما قدمت الحكومة برنامج عملها وبرنامج التوازن المالي وطرحت مشروع "التقاعد الإختياري" لم تفصح للنواب عن مصادر تمويله رغم تساؤلاتنا عن ذلك وعن الخبير الإكتواري للتأمين الإجتماعي وكيف ستتحمل صناديق التقاعد تلك الزيادة الكبيرة، ففي ذلك الوقت كان النائب "نائماً".

لأن النية حسنة أيضا، فعندما قدمت الحكومة برنامج عملها الحكومي وطرحت فكرة البحرنة ومشروع التوظيف، تحدثت فقط عن زيادة الدعم المالي للعاطلين، وعن مد مدة الدعم من ستة أشهر لتسعة أشهر ولم تتحدث أبداً عن تمويل "التقاعد الاختياري" عن طريق صندوق التعطل.

ولأن نية الحكومة حسنة أيضاً فقد انتظرت اللحظة الأخيرة وقدمت مشروعها مرافقاً للموازنة العامة وبصفة الاستعجال لجعل النواب في الخانة الضيقة، فإن رفضوا سيقبله الشورى وسيمضي كمرسوم بقانون.

ومع كل تلك الأحداث، خرج من خرج "بجهل" يتحدث عن "گلاص" فايض، وحسن نية، ومن حق الحكومة استرداد أموالها (جهل أنها أموال عامة ملك الشعب والحكومة تديرها ولا تملكها)، بل ذهب البعض للشكر، فيما تحدث آخرون عن أن ذلك أفضل من الاقتراض من الخارج، لكنه صادق وقبل أخذ ذلك من جيوب الناس وأموالهم ومن قوت عيالهم.

يعلم النواب أن "التقاعد الاختياري" سيمس بالخدمات للناس وسيؤدي لتراجعها، ومع ذلك جعلوا الناس تدفع قيمة تلك التراجعات!

عندما تحدثت عن أن الموازنة العامة المقبلة "مفصخة" والنواب سيلبسونها الناس، فإن معالم تلبيس النواب لذلك باتت واضحة والمقبل "أمّر" مع نواب حسن النوايا و"الگلاصات الفاضية".

لصالح مدونة "صوت المنامة"