الأسبوع الميت الحي!!
إبراهيم علي نسيب
الأسبوع الميت الحي!! * ليس هناك حلم أجمل من أن ترى التعليم في بلدنا يتقدَّم، ويُعنَى بالأجيال، ويردُّ للمعلمة والمعلم «هيبتهما» التي باتت في عداد المفقودين، كما عليه أن يُطوِّر البيئة الدراسية، ويمضي في طريق بناء العقول من خلال استخدام أساليب التعليم الحديثة التي يُفترض أن تضع في ذهنها: كيف أبني حب الوطن في صدر طفلة، أو طفل بـ(الفعل) لا بالكلام، وكيف تُربِّيه وتُعلِّمه الحرص على كل ما يخص وطنه، بدءًا بالمحافظة على النظام، واحترام حقوق الآخرين في كل مناحي الحياة، وهنا يأتي دور اختيار العقول التي تدير العملية التعليمية في المناطق، والتأكد من ولائها وإخلاصها وثقافتها وإرادتها وأمانتها وضميرها، الذي لابد أن يكون الضمير الحي الحريص على أن يبني بالحب وطن، وبالعلم شموخ وحياة..!!
* كيف يتحقق هذا كله؛ والحكاية ما تزال تسير ببطءٍ شديدٍ، يأتي وزير ويُغادر وزير، ولا شيء يتحقق، والمُؤسف أن تبقى حكايتنا مع التعليم في (مكانك سر)، الجديد فيها هو الكلام الذي يستحيل أن يصنع منجزات. فلابد من الهبوط على أرض الواقع، لنرى ماذا تحقَّق، كلنا لدينا أبناء وبنات يدرسون في مدارس عتيقة، فصولها مهدّمة، ومكيّفاتها خربة، ولا شيء فيها سوى ماصة شاحبة، ومقعد خشبي جاف، وحضور وغياب، وشرح مناهج كلها بعيدة جدًّا عن الواقع، حتى هجر المواطنون التعليم (العام) إلى (الخاص)، والذي وجدوه لا يختلف (إلاَّ) في (دفع الفلوس)، والمبالغة في رسوم الدراسة، لا.. والمصيبة الكبرى هي في حرصه على الحضور والغياب، وفي ممارسة عجيبة تخص الأسبوع (الميت)، والذي يسبق إجازة نصف العام، واستغلاله في الترهيب بدلاً عن الترفيه، وتخويف الطلاب بالاختبارات، واختراع أكاذيب لا تنطلي أبدًا على عقول تلاميذ هذا الزمن..!!
* (خاتمة الهمزة).. هذه صورة من رسالة تقول: «المكرّم ولي أمر الطالب، لدى ابنكم اختبار رياضيات يوم الأحد، ويوم الاثنين علوم، ويوم الثلاثاء توزيع التقارير».. يعني ما فيها غياب، تحضر يعني تحضر!! حاجة غريبة.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/03/10