نصمت لنسمع
د. نبيل تمام
تعرف “المشكلة” بكل مستجد وغير مألوف يقف عائقاً دون تحقيق أهدافنا المرجوة و يضعنا في حيرة وضيق وتردد لفشلنا في تخطيه باستخدام خبراتنا وسلوكنا المعهود، حين لا تكفي لحله الخبرات السابقة مما يدفعنا للبحث عن حل للتخلص من ذلك الحاجز الحائل دون تحقيق الأهداف.
يتباين تأثير المشكلة على الأفراد في كيفية التعامل معها، فالبعض تدفعه الى الانعزال، بينما يختار آخرون تحليل المشكلة واستخدام الخبرة للخروج منها بدرس يضاف الى الخبرة.
مع سيرورة الحياة الروتينية اتحدث الأمور السارة وتحدث الأمور السيئة ومن الطبيعي أن تنطلق المشاكل التي تتراوح في حدتها بين حدث وآخر وبين يوم وآخر، لذا وجب إيجاد الوعي لمثل تلك الأمور لتسير وتيرة الحياة حسبما هو مرسوم في قضاء الله وقدره.
إن الخبرة للصمود أمام حدوث أي مشكلة يتطلب الوعي ببعض التقنيات نناقش بعضها في هذا المقال، أهمها توافر الوعي الذاتي للتعامل مع أي مشكلة قد تطرأ وقبولها كتحدي جديد يستفزنا للبحث عن الحل والذي لن يأتي دون النظر لها بعين محايدة دون التركيز في سببها واستبدال ذلك بالبحث فيها والتعامل معها بموضوعية بعيداً عن الغضب، و يلعب توافر الإيمان والقبول بالقضاء والقدر والتواصل مع الله بالصلاة والدعاء عاملاً مهماً للتحمل وإيجاد الحلول المناسبة.
مع حدوث أي مشكلة هناك سيناريوهات عديدة لها، منها التفاعل السلبي والدخول في مرحلة الإنكار، ومنها التقبل ومحاولة الحل وأخذ الدرس للخروج منها بقوة وعزيمة ، ويكون الوضع إيجابياً عند تركيز الطاقة في الحلول الممكنة وليس في بؤرة المشكلة.
يلعب الصمت الإيجابي دوراً هاماً لتحويل التركيز من الأفكار السلبية “سواء كانت في الماضي أو في المستقبل”، لأن الصمت هنا هو ليس غياب الأفكار بل هو إختيار الفكرة الإيجابية التي وجب أن تسيطر على الذهن لتخلق قوة داخلية وسلام نفسي.
الخلاصة عند حدوث المشكلة تكمن في ثلاثة أمور، إما أن تدمر الفرد وتدمر النفسية وتدمر الجسد والحياة، أو تخلق تحدي ومحاولة للمثابرة لإيجاد الحلول المبتكرة لها، أو التعامل معها كفرصة وكإشارة من الله للتغيير للأفضل والأحسن.
مدونة صوت المنامة
أضيف بتاريخ :2019/04/03